بوتراجايا/ 31 أغسطس/آب//برناما//-- اندلعت "موجة" الروح المستقلة لأكثر من 100 ألف ماليزي في ميدان بوتراجايا عندما أصبحت مرة أخرى موقعاً موحداً لمختلف الأعمار والأعراق والأديان، للتعبير معًا عن حبهم للوطن، وسط الاحتفال بالعيد الوطني 2024 اليوم.
وتماشياً مع شعار هذا العام "ماليزيا مدني: جيوا ميرديكا" (مدنية ماليزيا: الروح المستقلة)، فإن فخر وإثارة الشعب الذي يحتفل بالذكرى السابعة والستين لاستقلال البلاد، ينعكس بوضوح في التعبيرات على وجوههم التي غمرت جميع الزوايا على طول طريق العرض الذي يبلغ طوله خمس كيلومترات في الميدان منذ منتصف الليل.
ومع دخول النسخة السادسة من تنظيمها في العاصمة الإدارية للحكومة الاتحادية، تم تنظيم الاحتفال بالعيد الوطني في بوتراجايا لأول مرة في عام 2003، ثم في أعوام 2005 و2018 و2019 و2023.
كما هو الحال في السنوات السابقة، بدأ رفع الستار عن هذا الحدث الذي يحمل معنى كبير في قلوب كل ماليزي، بوصول كبار الشخصيات في الساعة 6:30 صباحًا، تلا ذلك وصول حاكم الدولة جلالة الملك السلطان إبراهيم والملكة /رجا زاريث صوفيا/ في تمام الساعة الثامنة صباحًا.
بل، لقد وافق جلالته السلطان إبراهيم على قيادة السيارة شخصياً لحضور احتفالات بالعيد الوطني الأول له بعد أداء اليمين الدستورية لحاكم الدولة السابع عشر في 31 يناير/كانون الثاني.
وفور وصول الضيف الملكي إلى المسرح الملكي، قامت خمس مروحيات تحمل "جالور جميلانج" (لقب لعلم ماليزيا) بأداء التحية تكريماً لجلالته، مصحوبة بغناء النشيد الوطني "نيجاراكو" (وطني).
بعد ذلك تلقى جلالته التحية الملكية من الكتيبة الأولى من فوج جند الملايو الملكي المكون من أربعة ضباط و103 أفراد من الرتب المختلفة، من معسكر /سونجاي بيسي بيردانا/ بقيادة الرائد محمد فكري سنان.
شهد الاحتفال أيضاً حضور كل من رئيس الوزراء أنور إبراهيم، ونواب رئيس الوزراء الدكتور أحمد زاهد حامدي، وفضيلة يوسف، بالإضافة إلى وزراء الحكومة بما في ذلك وزير الاتصالات فهمي فاضل الذي يشغل أيضًا منصب رئيس اللجنة الرئيسية للعيد الوطني ويوم ماليزيا 2024، إلى جانب دبلوماسيين وممثلين أجانب.
تم بث الاحتفال مباشرة على شاشات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، وتم إحياء الاحتفال بأداء موكب العيد الوطني 2024، الذي شهد 17,262 مشاركًا، و57 وحدة، و22 فرقة موسيقية، و343 أصولًا أرضية، و37 أصولًا جوية، و112 من حيوانات الخدمة.
ولم يثبط المطر الخفيف الذي بدأ في الساعة 7.50 صباحًا معنويات الماليزيين، بل اشتعل بمجرد بدء الاحتفال بعزف النشيد الوطني، ورفع العلم الماليزي مصحوبًا بـ 14 طلقة شرف كرمز للولايات الـ 14 في ماليزيا بواسطة 41 بطارية احتفالية تابعة لفوج المدفعية الملكية بقيادة الرائد حفيزان مات غني.
لن يكون الاحتفال بيوم الاستقلال مكتملًا دون تلاوة تعهد "روكون نيجارا" (المبادئ الوطنية)، وتم تكليف العريف محمد خير الأزهر آبي بايسا، أحد الأبطال المتورطين في حادث إطلاق النار في مركز شرطة /أولو تيرام/، جوهور في 17 مايو/أيار، بقيادة 66 طالبًا لبرنامج درجة البكالوريوس في التربية، بمعهد تعليم المدرسين، التابع لحرم /شيراس/ الجامعي للعلوم الخاصة، كوالالمبور في هذا الاحتفال.
انفجرت ضجة النفوس المستقلة بكل فخر ولم يفوت كل واحد منهم التلويح بالعلم الماليزي المصغر بمجرد تردد صرخة كلمة "ميرديكا" (مستقل) المقدسة في كل ركن من أركان ميدان بوتراجايا سبع مرات بعد القراءة.
بعد ذلك، بدأ تركيز الزوار يتجه نحو عرض العرض الوطني الذي بدأته الوحدة التي تحمل العلم الماليزي بأبعاد 24.3 مترًا × 12.2 مترًا، بمشاركة 100 ضابط من أكاديمية التدريب العسكري بجامعة الدفاع الوطني الماليزية.
كما أدى العرض الذي حمل علم الدولة إلى إضفاء الحيوية على أجواء الاحتفال الذي شارك فيه 100 عضو من فريق فيلق طلاب الشرطة واتحاد الكشافة الماليزي وفريق الطلاب التابع لإدارة النقل البري.
والأكثر خصوصية هو أنه لأول مرة في تاريخ الجالية الماليزية، أصبحت فرقة "مجتمع مدني" أطول فرقة ترتدي ملابس عرقية كاملة مع الملحقات، مما يرمز إلى التنوع الثقافي للمجتمع الماليزي.
يبدو أيضًا أن الزوار ينجذبون إلى التفرد الذي أبرزته الفرقة من خلال الآلات والعروض الخاصة بما في ذلك مجموعات /الجيدور/ و/التيتوانغ/، و/كومبانج/، ورقصة التنين والأسد، وطبول /تشينغاي/، و/أورومي/، و/بانغرا/، ورقصة الطاووس، وعرض محاربي الخيول و/الباجاو/.
يستمر الحدث مع وحدة Merdeka Jalur Gemilang Expedition التي قطعت مسافة تصل إلى 8551 كيلومترًا بما في ذلك 162 محطة توقف في شبه الجزيرة الماليزية وجزيرة بورنيو التي تضم ولايتي صباح وساراواك وإقليم لابوان الفيدرالي.
وبطبيعة الحال، فإن تقدم البلاد لا يكتمل دون القطاع الذي يدفع النمو الاقتصادي، لذلك تستمر فعالية الاحتفال بموكب الوحدة الاقتصادية لمختلف الشركات ذات الصلة بالحكومة (GLC)، وشركات الاستثمار ذات الصلة بالحكومة (GLIC) والقطاع الخاص بما في ذلك Permodalan Nasional Berhad وFGV Holdings Berhad وKhazanah National.
أصبحت أجواء الاحتفال أكثر حيوية عندما قامت شخصيات الرسوم المتحركة الشهيرة، Upin وIpin وBoboiboy وPapa Zola وEjen Ali، ومن وحدات الصناعة الإبداعية والإذاعية وكذلك مجموعة من محطات البث بما في ذلك وكالة الأنباء الوطنية الماليزية (Bernama-برناما) وMedia Prima، وRTM، وAstro بتلوين العرض.
ولا يتم استبعاد الرياضيين الذين جعلوا البلاد مشهورة في مختلف الألعاب الرياضية الدولية من المشاركة في هذا العرض والاحتفال الهادف.
وكالعادة، فإن الحدث الأكثر انتظارًا هو بالتأكيد وحدة الرعاية الاجتماعية حيث يتم التعامل مع الحاضرين باستعراضات مختلفة للأصول، مثل مركبة العمليات الخاصة التابعة لقوات الدفاع المدني الماليزية ووحدتين من أحدث آلات البحث والإنقاذ الحضرية من الإطفاء والإنقاذ.
وما أضيف إلى الإثارة في السماء، هدير المحرك والحركات الجوية المثيرة التي تشمل الطائرات المقاتلة من طراز Sukhoi SU30MKM، وF/A -18D Hornet، وHawk MK 208، وAirbus A400M، وطائرات النقل C130 Hercules.
بالإضافة إلى الشريحة الأمنية للقوات المسلحة الماليزية (ATM)، ومن بينها 21 مجموعة عمليات خاصة وأصول تابعة للقوات المسلحة الماليزية، فيما عرضت مفرزة وحدة فرسان الشرطة الملكية الماليزية (PDRM) بقيادة المفتش العام للشرطة /رازار الدين حسين/، جنبا إلى جنب مع كبار الضباط.
كما تم تقديم عرض راقص بعنوان "Cuci Rasuah" (تطهير الفساد) باستخدام معدات التنظيف مثل المكانس وصناديق القمامة، تعبيراً عن شفافية الحوكمة والنزاهة وبذلك اختتام الاحتفال بالعيد الوطني 2024.
ليس فقط في بوتراجايا، يتم الاحتفال بالعيد الوطني أيضًا في جميع أنحاء البلاد حتى في أجواء أكثر تواضعًا لتأجيج الروح الوطنية بشكل مشترك بالتزامن مع الذكرى السابعة والستين لاستقلال البلاد.
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية – برناما//س.هـ
