كوالالمبور/ 27 سبتمبر/أيلول//برناما//-- لم يعد سكان منطقة /فيلدا تشيني تيمور 2/ بولاية بهانج الماليزية، بحاجة إلى السفر لمسافة 60 كيلومتراً إلى أقرب مدينة لأجل سحب النقود، حيث تيسر لهم الآن استخدام الرقمنة في المعاملات غير النقدية.
فالنظام البيئي الرقمي، الذي يتيح معاملات دفع أسرع وأكثر أمانًا، يتمتع بإمكانات عالية لخلق أفضل زخم لدفع الاقتصاد الريفي، إلى جانب جذب الجيل الثاني والثالث من مستوطني /فيلدا/ للمشاركة في ريادة الأعمال.
لذلك، تم تحديد التأثير الإيجابي لوجود مجتمع غير نقدي كفرصة لتنويع وتمكين اقتصاد سكان فيلدا دون الحاجة إلى البحث عن عمل خارج المنطقة.
قال /محمد ساريد عبد مناف/، 61 عاماً، كبير المستوطنين في /فيلدا تشيني تيمور 2/، إن التزام الحكومة بالوصول غير النقدي يوفر أملاً جديداً لسكان فيلدا، وخاصة رواد الأعمال الشباب الذين يواجهون تحديات بسبب اعتمادهم على النقد.
"في فيلدا تشيني تيمور 1، يوجد جهاز صراف آلي واحد واثنتان في /بوسات تينون تشيني 3/ (مركز النسج)، ولكنهم غالباً ما ينفد منهم النقد بحلول نهاية الشهر عندما يتلقى الناس رواتبهم، كما تتعطل أجهزة الصراف الآلي بشكل متكرر"، بحسب المسؤول.
وتابع يقول: "عندما يحدث هذا، يكون أقرب جهاز صراف آلي في مدينة /معظم شاه/ أو /بيكان/، وهما بعيدتان جداً وصعبة بالنسبة للذين لا يملكون وسائل نقل. قد لا يبدو الأمر مشكلة كبيرة، ولكن عندما يصعب الحصول على النقد، فقد يجعل ذلك من الصعب على التجار الصغار إدارة أعمالهم، وكذلك المجتمع هنا"، قال لوكالة برناما في إطلاق برنامج (Cashless @ Felda Chini Timur 2) بمركز (National Information Dissemination Centre (NADI)) مؤخراً.
وفي هذا الصدد، يرى محمد ساريد أن إطلاق البرنامج يعمل على تمكين الأجندة الاقتصادية للمجتمع المحلي من خلال الانتقال من المعاملات النقدية إلى الرقمية عبر رموز الاستجابة السريعة (QR) في التجارة.
فيما وصفت /نورليلا أزوا جوهري/، 33 عاماً، البرنامج بأنه نقطة تحول للتجار الصغار لتحقيق المزيد من النمو، وقالت إن هذا الجهد جزء من التزام الحكومة بضمان عدم تخلف المجتمعات الريفية عن الركب في موجة التنمية.
"كنت أبيع "ayam gunting" (دجاج مقلي متقطع) والمشروبات منذ عام 2017 وبدأتُ في استخدام طرق المعاملات غير النقدية في نهاية عام 2022. لم يجعل الأمر أسهل فحسب، بل ساعد أيضًا في حل مشكلة تلقي الأموال التالفة من العملاء"، على حد تعبيرها.
وأضافت: "لا ندرك أننا تلقينا أوراقاً نقدية ممزقة من العملاء لأنهم يطويونها، وعادةً ما يحدث هذا خلال الأوقات المزدحمة عندما يكون هناك الكثير من العملاء. لقد خسرت أكثر من 1000 رنجيت ماليزي خلال تلك الفترة قبل التحول إلى المدفوعات غير النقدية".
وقالت نورليلا إن التجار ما زالوا يواجهون مشكلات بعد التحول إلى المعاملات الرقمية عندما يحاول بعض العملاء خداع عمليات الدفع.
"بمجرد أن ندرك تقنية الدفع الرقمي، يجب أن نستمر في تعزيزها، ولهذا السبب، اشتريت صندوقاً صوتياً مع رموز QR ليُنبهني بالمدفوعات الناجحة"، قالت.
فيما قال محمد فردوس حمدان، 18 عاماً، الذي كان حريصًا على توسيع نطاق عمله في بيع "apam balik" (عبارة عن فطائر الفاصوليا)، الذي بدأه منذ ما يقرب من عامين، إن آفاق أعمال الأغذية في مستوطنات فيلدا والمناطق المحيطة بها عالية، وسيستغل بشكل كامل المرافق الرقمية لتحقيق أهدافه.
"اعتدت استئجار سيارة، بتكلفة حوالي 100 رنجيت، فقط للذهاب إلى المدينة وسحب النقود لشراء المكونات وإدارة العمل. كان من الصعب الاعتماد بشكل كبير على النقد، خاصة عندما كانت أجهزة الصراف الآلي في بعض الأحيان مشكلة"، حسب أقواله.
"لذا، كانت مدفوعات رمز الاستجابة السريعة مفيدة وآمنة للغاية. لا توجد مشكلات سرقة هنا، لذا فإن هذا النوع من المعاملات يساعد حقًا رواد الأعمال الريفيين الصغار"، كما قال.
عند إطلاق البرنامج، قال عضو الجمعية التشريعية لمنطقة /تشيني/، /محمد شاريم محمد زين/ إن المبادرة تتوافق مع رؤية حكومة الولاية من خلال خطة بهانج الرقمية (2021-2025) لإنشاء نظام بيئي رقمي مواتٍ ومتكامل بين الحكومة والشعب والقطاع الخاص.
وأضاف أنه بالإضافة إلى تعزيز نمط الحياة الرقمي بين الناس، فإنه يساعد أيضًا في تعزيز صورة بهانج بصفتها ولاية متقدمة وجاهزة رقمياً، وجذب المستثمرين.
وتابع يقول: "في بهانج، يتم تنفيذ برنامج Cashless @ NADI في 15 موقعًا، بما في ذلك Felda Chini /فيلدا تشيني تيمور 2/. ويركز هذا البرنامج بشكل أساسي على ضمان قدرة التجار الصغار والمتناهيين الصغر على قبول وتبني المدفوعات غير النقدية".
وأوضح قائلاً: "سنستخدم مركز NADI لمساعدة المجتمع على الوصول إلى المعلومات المتعلقة بالمجتمع غير النقدي".
يعد برنامج Cashless @ Felda Chini Timur 2 NADI مبادرة ذات تأثير كبير من قبل الحكومة الفيدرالية من خلال لجنة الاتصالات والوسائط المتعددة الماليزية (MCMC) لدفع النمو الاقتصادي الرقمي في ماليزيا، بما يتماشى مع مخطط القطاع المالي 2022-2026، والذي يهدف إلى أن يقوم كل فرد بإجراء ما معدله 400 معاملة رقمية بحلول عام 2026.
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية – برناما//س.هـ
