أخبار

ديناميات جديدة في العلاقات بين إندونيسيا وماليزيا

07:37 23/10/2024

جاكرتا / 23 أكتوبر/تشرين الأول//برناما//-- تلقى رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، الذي وصل لتوه إلى جاكرتا مساء السبت الماضي، على الفور دعوة للتوجه إلى مقر إقامة عائلة صديقه القديم في /كيرتانيجارا/، جنوب جاكرتا، لتناول العشاء معًا وقضاء بعض الوقت في مزاج بهيج.

وصديقه القديم المقصود هو /برابوو سوبيانتو/، الذي أدى اليمين في اليوم التالي بصفته رئيساً ثامناً لجمهورية إندونيسيا.

يقال إن كلاهما يعرفان بعضهما البعض منذ شبابهما.

وقد تجلى بوضوح تقاربهما في الصور التي تداولها الطرفان على وسائل التواصل الاجتماعي، بعيداً عن إطار رسمي ولكن ودي، السيناريو الذي يخطف انتباه جميع المراقبين السياسيين.

وقد شارك برابوو تلك اللحظة المهمة أيضًا على حسابه الرسمي على إكس. وكتب: "إنه لشرف عظيم أن أستقبل صديقي رئيس وزراء ماليزيا @anwaribrahim في منزل والدي في كيرتانيجارا 4، جاكرتا".

تُظهر الملاحظات والاجتماع، على الرغم من قصره، أن برابوو يعلق أهمية على صداقته مع أنور، اللذين مرا بالصدفة بتجارب مهنية سياسية مماثلة ومليئة بالتحديات.

كما أظهرت الصداقة الوثيقة بوضوح من قبل برابوو، الذي كان يزور أنور في كل مرة يزور فيها ماليزيا.

ويعتقد المحللون أن الصداقة بين الزعيمين تفتح فرصا لتعزيز التعاون القائم بين البلدين في مختلف القطاعات بما في ذلك التجارة والطاقة الجديدة والدفاع والتعليم والمالية.

تعد صداقتهما الطويلة الأمد أيضًا أساسًا متينًا للتعاون المستقبلي حيث يعالج الزعيمان القضايا الدولية المعقدة مثل فلسطين وميانمار وكراهية الإسلام وحملة مكافحة زيت النخيل.

وقال المدير التنفيذي لشركة ترست إندونيسيا للأبحاث والاستشارات، /أزهري أردينال/: "أنور إبراهيم وبرابو سوبيانتو تربطهما صداقة طويلة الأمد. ويواصل برابوو الآن المبادرة التي بدأها الرئيس السابع جوكو ويدودو لتحسين العلاقات الثنائية".

وأضاف أن "استمرار رؤية جوكو ويدودو يعكس الالتزام بتعزيز العلاقات الدبلوماسية ودفع الرخاء الإقليمي".

ورأى محلل العلاقات الدولية أن رحلة أنور السياسية السابقة جعلته مشهورا في إندونيسيا، وقد حظيت هذه الرحلة باهتمام وسائل الإعلام واهتمام الشعب الإندونيسي.

وخلال جلسة التعيين في مبنى مجلس الشورى الشعبي التي حضرها زعماء أجانب آخرون يوم الأحد، تلقى أنور تصفيقا حادا وتصفيقا حارا عندما قدمه برابوو.

وفيما يتعلق بمجالات محددة للتعاون خلال إدارة برابوو، ذكر المحلل أنه لا يزال من السابق لأوانه ولكن الكثيرين يعرفون أن العديد من الشركات الماليزية تستكشف فرص الاستثمار بما في ذلك التطوير السكني في العاصمة الجديدة نوسانتارا.

وقال المحلل "إن هذا الجهد يمكن بالتأكيد أن يغير المشهد الاقتصادي للبلدين"، مؤكدا أن الصداقة بين الزعيمين ستسمح بإجراء مناقشات واسعة النطاق وذات مغزى، لا سيما أن ماليزيا وإندونيسيا من بين الدول المؤسسة لآسيان.

زيارة أنور عندما تستعد ماليزيا لأن تصبح رئيسًا لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) العام المقبل، أثارها السفير الماليزي لدى إندونيسيا، /سيد محمد حَسرين تنغكو حسين/، الذي قال: "هذه لحظة مهمة لكلا بلدينا. هذه الزيارة ستكون بمثابة تعزيز العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون في الآسيان".

كما يرى العديد من المحللين كذلك أن الفصل الجديد من التعاون بين البلدين يمكن معالجة التحديات المشتركة مع الاستفادة من نقاط القوة المشتركة لمواصلة تعزيز ديناميكيات الآسيان كمنصة للتعاون الإقليمي في السنوات المقبلة.

بدوره، قال نائب رئيس الجامعة (الأكاديمي) لجامعة أوتارا ماليزيا البروفيسور الدكتور محمد عزيز الدين محمد ساني إن العلاقة الوثيقة بين أنور وبرابوو ستعزز العلاقات بين كوالالمبور وجاكرتا إلى مستوى أعلى وذات مغزى.

ورأى المسؤول وهو أيضًا محلل سياسي ودراسات دولية، أن برابوو، الذي تلقى تعليمه المبكر في معهد فيكتوريا في كوالالمبور، وأنور، الذي كانت تربطه علاقات وثيقة مع العديد من الشخصيات الإندونيسية ويقدر ديناميكيات البلاد، كان لهما علاقات وثيقة مع العديد من الشخصيات الإندونيسية. فهم جيد لبعضهم البعض.

وأضاف: "أرى أن التقارب بين الزعيمين مهم للغاية بالنسبة لمستقبل البلدين، ليس فقط من الجانب السياسي، ولكن أيضًا بما في ذلك التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبلدين، والتي يمكن أن تكون قوة دافعة في بناء البلدين". وقال إن العلاقات الوثيقة بين شعبي البلدين.

وواصفاً أنور برابوو بأنهما الصديقان الحقيقيان، قال إن العلاقة بينهما لم تنشأ مؤخراً، بل على العكس من ذلك، فقد تم بناؤها منذ شباب الزعيمين، بدءاً من عهد الرئيس سوهارتو.

وقال "بالطبع، عندما تترجم الصداقة الوثيقة بين زعيمين وطنيين إلى علاقات دبلوماسية، فإن ذلك سيفيد تقدم كليهما.

"وهذا سوف يفيد أيضًا منطقة الآسيان خاصة قبل رئاسة ماليزيا لآسيان العام المقبل"، على حد تعبيره.

وأضاف "بصفتها رئيس آسيان 2025، ستحتاج ماليزيا إلى إندونيسيا للمساعدة في تحريك أجندة الآسيان بما في ذلك تحقيق مجتمع الآسيان 2025 ورؤية مجتمع الآسيان 2045".

سبق أن أكد برابوو في خطاب تنصيبه التزامه، مشددًا على أن إدارته ستركز على القضاء على الفقر والفساد بين الناس، وتعزيز الأمن الغذائي، وأمن الطاقة، والصناعات التحويلية، فضلاً عن توزيع الثروة والرخاء، والتي لها أوجه تشابه كثيرة مع المهمة، التي جاءت بها إدارة أنور التي تقوم على مفهوم مدني.

 

وكالة الأنباء الوطنية الماليزية – برناما//س.هـ