جاكرتا/ 2 نوفمبر/تشرين الثاني//برناما//-- قال الوزير برئاسة مجلس الوزراء الماليزي (الشؤون الدينية)، الدكتور محمد نعيم مختار، إن ماليزيا تسعى بجدية للارتقاء والنهوض بالأمة من خلال التأكيد على دمج الأوقاف والزكاة أداةً أساسية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة.
ففي خطاب خاص ألقاه في القمة والمؤتمر السنوي لمنتدى الزكاة والوقف العالمي 2024 هنا، أوضح كيف يتم إعادة تعريف الأوقاف ليس بصفتها آلية لتحقيق الرفاهة الاجتماعية، بل أيضاً منصة حيوية للتمويل الاجتماعي والاستثمار المؤثر وتمكين المجتمع.
كما سلط الوزير الضوء على تحديث إدارة الزكاة في ماليزيا، وضمان وصول الأموال بكفاءة إلى المستضعفين المحتاجين وتعزيز الزكاة حجرَ أساسٍ للعدالة الاقتصادية.
وأكد محمد نعيم في المنتدى الذي عقد في مركز مؤتمرات جاكرتا اليوم السبت، أن ماليزيا تقود الطريق في الاقتصاد الإسلامي المبتكر من خلال الاستفادة من التكنولوجيا لجعل إدارة الأوقاف والزكاة أكثر سهولة وشفافية".
مع التقدم في التكنولوجيا المالية الإسلامية، والبلوك تشين (العملة الرقمية) للأوقاف، والمنصات الرقمية للزكاة، تضع ماليزيا معيارًا للاقتصاد الإسلامي المدعوم بالتكنولوجيا والذي يجسد الرحمة والعدالة والازدهار المشترك.
ومن الأمثلة الرئيسية على هذا الالتزام الشراكة بين مؤسسة وقف ماليزيا والمنصة الرقمية GoBarakah، والتي تعمل على إحداث ثورة في العطاء الخيري من خلال تعزيز الشفافية والثقة والشمول.
وأوضح محمد نعيم أن هذه المبادرة لا تعمل على تبسيط العمليات فحسب، بل إنها تطابق أيضًا المستفيدين باحتياجات محددة، وتعزز التعاون السريع والفعال.
في عصر يتميز بعدم المساواة غير المسبوق، أكد محمد نعيم، قاضي المحكمة الشرعية السابق، على الحاجة الملحة إلى العدالة الاقتصادية، مؤكدًا أن الغرض الجوهري للزكاة المتمثل في إعادة توزيع الثروة يمكن أن يساعد في سد هذه الفجوة.
ووصف الزكاة بأنها "أداة تحويلية" لدعم التعليم والرعاية الصحية والاحتياجات الأساسية، مع الاعتراف بأنها لا تستطيع وحدها دفع التحول الاجتماعي.
ومستشهدًا بوكالة الزكاة الوطنية في إندونيسيا (BAZNAS)، أكد على فعالية جمع الزكاة الرقمي في الوصول إلى ملايين المجتمعات المحرومة.
كما دعا محمد نعيم إلى نظام عالمي إسلامي جديد يشمل الإصلاحات الروحية والاقتصادية والفكرية والثقافية لضمان الوصول إلى الفرص والكرامة للجميع.
ودافعًا عن نهج شامل، شجع على زيادة الوعي وإشراك الشباب في رؤية الزكاة والوقف كأدوات ديناميكية للتغيير.
وأشار إلى مبادرة "الوقف الذكي" في سنغافورة كمثال ملهم لكيفية تعزيز تقنية العملة الرقمية للشفافية وزراعة ثقافة العطاء.
وقال إنه مع تقدم ماليزيا في هذا المشهد المبتكر، فإن إمكانات الوقف والزكاة لرفع المجتمعات ودفع التغيير الهادف أكبر من أي وقت مضى، داعيًا الجميع للانضمام إلى هذه الرحلة التحويلية.
حضر المنتدى الذي بدأ يوم الجمعة واستمر يومين ممثلون عن 43 دولة، بما في ذلك أصحاب المصلحة من بين صفوف العلماء ورجال الأعمال والشباب.
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية - برناما//س.هـ