غزة/ 13 يناير/كانون الثاني //برناما-وفا//-- رغم مرور 100 يوم على عدوان الاحتلال الإسرائيلي على محافظة شمال قطاع غزة، يصر آلاف المواطنين على التمسك بمنازلهم، متشبثين بما تبقى من حياتهم اليومية، رغم الدمار الواسع، والحصار الخانق الذي قطع عنهم سبل الحصول على الطعام والماء في ظل حرب الإبادة الجماعية لليوم الـ 464 على القطاع، وفقا لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا).
على مدى الأشهر الماضية، استخدم جيش الاحتلال جميع الوسائل لإجبار السكان على النزوح القسري، إلا أن الآلاف رفضوا الانصياع وواجهوا خطر الموت والجوع في منازلهم ومراكز الإيواء المستمر حتى الآن.
وفي غضون ذلك تشهد المنطقة عمليات قصف مستمرة تستهدف أي حركة، ما يجعل الخروج من المنازل مخاطرة قاتلة، بحسب شهود عيان للأناضول.
--استشهاد وفقدان 5 آلاف مواطن--
أظهرت إحصاءات جديدة، أن عمليات الإبادة والتطهير العرقي التي يرتكبها جيش الاحتلال في شمال القطاع منذ 100 يوم، أسفرت عن استشهاد وفقدان 5 آلاف مواطن وإصابة 9,500، و2600 معتقل.
الدمار الذي طال المنازل والمستشفيات والمرافق العامة والبنية التحتية يفضح جليا نية الاحتلال الإسرائيلي القضاء على مقومات الحياة في قطاع غزة بشكل متعمد وممنهج، متسببا بأزمة إنسانية عميقة تُفاقم من معاناة الشعب الفلسطيني.
--شهادات مؤلمة--
شهادات السكان تكشف عن استمرار تدمير المنطقة، إذ تحرق المنازل وتجرف الأراضي بشكل منهجي، ولا يزال الآلاف يعيشون في بيت لاهيا، وبيت حانون، وأجزاء من مخيم جباليا، وسط ظروف مأساوية.
وقال أمجد فايز، المقيم في حي "تل الزعتر" شمال مخيم جباليا للأناضول، إنهم يعيشون "أوضاعا كارثية" بلا أي مقومات للحياة، رغم ذلك يصرون على البقاء ورفض النزوح.
وأضاف: "الصامدون في شمال غزة اختاروا البقاء حتى النهاية أو مواجهة الموت، في ظل محاولات الاحتلال معاقبتهم بكل الوسائل".
وأوضح فايز أن الطعام والماء غير متوفرين منذ أسابيع، ويعيشون بصعوبة بالغة على ما يمكنهم توفيره.
وأشار إلى أن كثيرين فقدوا حياتهم أثناء محاولتهم البحث عن الغذاء والماء، نتيجة استهداف جيش الاحتلال لأي حركة.
وأضاف: "نشاهد يوميا عمليات حرق ونسف المنازل والممتلكات بالكامل، بينما تعجز فرق الإنقاذ عن التدخل".
وأكد أن مئات المواطنين ما زالوا محاصرين داخل منازلهم، وبعضهم استشهد دون أن يتمكن أحد من انتشال جثثهم بسبب صعوبة التحرك.
ولفت إلى أن الشوارع مليئة بجثث الشهداء التي نهشتها الكلاب والقطط، دون أن تُنتشل حتى الآن رغم مرور أسابيع على استهدافهم.
--أسباب متعددة للموت--
وتروي الشابة ربا المصري، التي نزحت من مسقط رأسها بلدة بيت حانون إلى جارتها بلدة بيت لاهيا، مشاهد مأساوية من الحياة تحت الحصار، قائلة إن "البلدة أصبحت كومة ركام بعد تجريف معظم أراضيها ومنازلها خلال الأسابيع الماضية".
وأشارت المصري إلى انتشار المسُيرات وآليات الاحتلال العسكرية في معظم أنحاء البلدة، مع استمرار عمليات التدمير بشكل متواصل.
وأضافت: "الموت يحيط بنا من كل جانب، سواء من الجوع أو العطش أو القصف ورغم ذلك نرفض مغادرة شمال قطاع غزة لأن أرواحنا مرتبطة بهذا المكان، والموت أهون من تركه".
--تفريغ الشمال--
وتابعت المصري: "الاحتلال الإسرائيلي يحاول تفريغ شمال غزة لتحويله إلى مستوطنة، لكن هذا الحلم سيبقى بعيد المنال مع استمرار صمودنا في هذه المنطقة".
ومنذ الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر 2024 أطلق جيش الاحتلال عملية عسكرية تصعيدية في شمال قطاع غزة، مطبقا حصاره الخانق عليه، إذ يمنع دخول الطعام والماء والدواء، بهدف تحويله إلى منطقة عازلة وتهجير سكانه تحت وطأة قصف دموي وحصار مشدد.
وتهدف "خطة الجنرالات"، بحسب موقع "واي نت" العبري الذي كشف عنها في سبتمبر/ أيلول الماضي، إلى تحويل (محافظتي غزة والشمال)، إلى منطقة عسكرية مغلقة.
برناما-وفا