كوالالمبور/ 24 يناير/كانون الثاني//برناما//-- خلال الأعوام السابقة، يرمز التقاعد إلى الفصل الذهبي في حياة الموظف، وهو الوقت المناسب للاسترخاء وجني الاستفادة من العمل الشاق لعقود.
ومع ذلك، فإن هذا الحلم يتلاشى بالنسبة للكثيرين بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة وعدم كفاية المدخرات يجبر عددًا متزايدًا على تأجيل التقاعد، بالتحديد في ماليزيا.
وفقًا لـ «ياه كيم لينغ» وهو زميل بارز ومدير برنامج الدراسات الاقتصادية في معهد/جيفري تشيه آسيا/ بجامعة /صنواي/، فإن السبب الرئيسي لتأخر التقاعد بين الماليزيين هو عدم كفاية المدخرات إلى جانب ارتفاع تكاليف المعيشة.
وأفاد: "عدم كفاية الدخل قضية مهمة بالنسبة لمعظم الماليزيين ، لا سيما في ضوء ركود الأجور وعدم المساواة في الدخل"،
جاء ذلك في حديثة لوكالة برناما خلال مقابلة أجريت معه مؤخراً، وأبان: "أن هذه العوامل ، بالإضافة إلى ارتفاع التضخم الطبي وزيادة في متوسط العمر المتوقع، خلقت ضغوطًا مالية ودفعت الكثيرين إلى تمديد سنوات عملهم".
وجددت دراسة استقصائية أجرتها شركة /سان لايف ماليزيا- Sun Life Malaysia / مؤخرًا أن 18 في المئة من غير المتقاعدين قد أخروا تقاعدهم مقارنة بـنسبة 6 بالمئة فقط من المتقاعدين، مشيرة إلى الحاجة إلى توفير المزيد (64 في المئة)، وارتفاع تكاليف المعيشة (56%) والرغبة في البقاء نشطًا بدنيًا وعقلياً (44%) كأحد الأسباب الرئيسية.
غطت دراسة استقصاء "إعادة التقاعد" 502 شخصًا في ماليزيا وأكثر من 3,500 شخصًا من المجيبين من الصين، وهونج كونج، وإندونيسيا، والفلبين، وسنغافورة، وفيتنام.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة «ريموند ليو» إن عدد الماليزيين الذين يؤجلون التقاعد يظهر بوضوح التحديات المالية التي يواجهها العديد من الأفراد في التخطيط لسنوات تقاعدهم.
وأخبر برناما: "أن الشباب الماليزيين هم الأكثر تأثراً، حيث أشار 59 في المئة إلى ارتفاع التكاليف بوصفه مصدر قلق كبير، مقارنة بـنسبة 29 في المئة فقط من المتقاعدين".
علاوة على ذلك، قال نعم إن القضية تفاقمت بسبب ركود الأجور وعدم المساواة في الدخل.
" ظل معامل جيني - وهو مؤشر يقيس عدم المساواة في الدخل داخل بلاد أو بين السكان – دون تغيير إلى حد كبير ، كما زادت معدلات الفقر النسبي استنادًا إلى أحدث مقاييس الدخل"، على حد تعبيره.
وأوضح: أنه "إذا لم تتم معالجة هذه المشكلة، فإن ماليزيا تخاطر بمواجهة أزمة فقر في سن الشيخوخة ".
وفي الوقت نفسه، وفقًا للمسح، فإن التضخم الطبي في ماليزيا، والذي يبلغ حاليًا 12.6 في المئة، أو أكثر من ضعف المتوسط العالمي، يزيد من الضغوط المالية.
وحذر «ياه كيم لينغ» من أن المتقاعدين قد يعتمدون بشكل متزايد على نظام الرعاية الصحية العامة لأن الرعاية الصحية الخاصة أصبحت باهظة الثمن بشكل متزايد، مما قد يثقل كاهل المستشفيات والعيادات الحكومية.
وأفاد «ريموند ليو»، بأن لمعالجة النفقات الطبية المتصاعدة، قدمت شركة /سان لايف ماليزيا/ خطط ادخار تكافلية مبتكرة مثل" سان سيكيور سايفير-أي/ "Sun Secure Saver-i، التي توفر تدفقات الدخل العادية والمرونة للمتقاعدين.
إضافة إلى ذلك، تتضمن منتجات مثل " برايم ميدي كير بلاس-أي / "Prime Medi Care Plus-i " ميزات الدفع المشترك لتحقيق التوازن بين القدرة على تحمل التكاليف والتغطية الشاملة.
وشدد «ريموند ليو» على أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص في مواجهة هذه التحديات.
ووفقًا لدراسة أجرتها شركة /سان لايف ماليزيا/، فإن محو الأمية المالية يشكل عائقًا رئيسيًا أمام الاستعداد للتقاعد، حيث يؤخر 53 في المئة من الماليزيين التخطيط للتقاعد لمدة خمس سنوات أو أقل قبل أن يغادروا عالم العمل، في حين أن 15 في المئة لا يضعون أي خطط على الإطلاق.
وإدراكًا لذلك، أطلقت إحدى شركات التأمين على الحياة والتكافل العائلي حملة "إينسور ليت/ "InsureLit لتعزيز الثقافة المالية في جميع أنحاء البلاد والتي تشمل مبادرتها برامج التوعية المدرسية، وألعاب لوحية للتثقيف المالي، وحملات رقمية تهدف إلى تعزيز التخطيط المبكر وعادات الادخار المنضبطة.
وقال إضافة إلى ذلك، إن من خلال تعزيز مساهمات الرواتب للتقاعد، والصحة، والإنفاق الاجتماعي الآخر، يجب على الحكومة أن تفكر في إنشاء حد أدنى للدخل كما هو مطبق في دول أخرى حيث يتلقى كبار السن تحويلات نقدية شهرية كزيادة إضافية.
وقال «ياه كيم لينغ» إن محو الأمية المالية والتخطيط الاستباقي للتقاعد أصبح أكثر أهمية مما كان عليه في العصور السابقة، حيث تواجه ماليزيا تحديات تزايد شيخوخة السكان وارتفاع تكاليف المعيشة.
وشدد على ضرورة تضافر جهود الحكومة والقطاع الخاص، والمجتمع المدني لخلق نظام تقاعد مستدام.
وقال "نحن بحاجة إلى إعادة تعريف التقاعد الآمن والجيد، بما يضمن أن الماليزيين يمكنهم الاستمتاع بعصرهم الذهبي بثقة ".
وقال "إن ضمان رفاهية كبار السن لدينا يمثل تحديًا مشتركًا وفرصة لتمكين الأجيال القادمة من الاستمتاع بعصرهم الذهبي بالأمن والسلام".
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية – برناما//س.ج س.هـ