كوالالمبور/ في 25 يناير/كانون الثاني//برناما//-- تشكل رئاسة ماليزيا لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) فرصة مهمة لتعزيز أهمية ومحورية الكتلة الإقليمية في عالم متزايد التنافسية ومتعدد الأقطاب.
وقال مدير معهد فيتنام للدراسات السياسية الخارجية والاستراتيجية، /ترينه مينه مانه/، إن القيادة الماليزية ليست مهمة فقط للحفاظ على الاستقرار والازدهار الإقليمي، ولكن أيضًا لضمان بقاء الرابطة مهمة على المستوى العالمي.
"إننا نشهد تطورات مختلفة في المنطقة والعالم، وخاصة تزايد المنافسة بين القوى العظمى، بما في ذلك المواجهة. وتوجد أيضًا آليات متعددة الأطراف متنافسة مثل Quad وAUKUS"، على حد تعبيره.
وأضاف في مقابلة هاتفية مع وكالة برناما من هانوي "إن آسيان غالبا ما تواجه اختبارا من خلال هذه الديناميكية".
وأكد أن استطاعة الرابطة للبقاء على الحياد أثناء التعامل مع القوى الكبرى بشكل بناء أمر مهم للاستقرار الإقليمي.
وأضاف أن "الرابطة يجب أن تثبت قيمتها قوةً وساطةً تؤثر على الحوار وتعزز التعاون مع الشركاء الخارجيين لضمان السلام والاستقرار في المنطقة".
وبحسب ترينه، فإن إحدى أولويات ماليزيا هي ضمان بقاء آسيان ذات صلة في مواجهة التحديات العالمية مثل التغيرات في السياسة الخارجية الأمريكية، والتي قد تكون أقل تركيزا على التعددية من ذي قبل.
وقال إن "الاستجابات الاستباقية وفي الوقت المناسب للأحداث الإقليمية والعالمية، وتشجيع الحوار لتهدئة التوترات، وتعزيز دور الرابطة وسيطاً، كلها ذات أهمية قصوى".
وأوضح ترينه أن الرابطة تواجه تحديات ملحة، بما في ذلك الوضع في ميانمار وبحر الصين الجنوبي، وتغير المناخ، فضلاً عن التحولات الاقتصادية المدفوعة بإعادة تنظيم سلاسل التوريد العالمية وفك الارتباط بين اقتصادات القوى الكبرى.
وشدّد على أهمية حل النزاعات في بحر الصين الجنوبي سلميا، داعيا إلى تعاون أوثق بين الدول المطالبات بالسيادة في بحر الصين الجنوبي مثل ماليزيا وفيتنام لمنع الحوادث التي قد تزعزع استقرار المنطقة.
وأشار إلى أنه يتعين على ماليزيا وفيتنام العمل مع أعضاء آخرين في الرابطة وكذلك الصين لتسريع المفاوضات بشأن مدونة قواعد السلوك وضمان التنفيذ الفعال لإعلان السلوك بما يتماشى مع اتفاقية الأمم المتحدة للقانون الدولي لعام 1982م.
وفيما يتعلق بالاقتصاد، أفاد ترينه بأن أولوية الرئيس هي تعزيز التكامل الاقتصادي الداخلي مع تحديد محركات النمو الجديدة للمنطقة، بما في ذلك في مجالات مثل التحول الرقمي، ونمو الشبكة، والطاقة المتجددة، والذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا الكم.
وقال إن "القيادة الماليزية لها أهمية بالغة لضمان أن التوجه المستقبلي لآسيان يعود بالنفع على تنمية مجتمعنا وكذلك استقرار وتقدم المنطقة كلياً".
ويمثل هذا العام علامة فارقة مهمة بالنسبة للرابطة، حيث تتزامن رئاسة ماليزيا أيضًا مع الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس مجتمع آسيان 2025م.
من المتوقع أن تصبح الرابطة، التي يبلغ عدد سكانها نحو 680 مليون نسمة ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي المجمع لها 3.8 تريليون دولار أمريكي، رابع أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2030م.
وقال ترينه: "يعتبر هذا العام مهمًا جدًا بالنسبة للرابطة. أتوقع أن تنفذ ماليزيا العديد من المبادرات والإجراءات لقيادة آسيان إلى الأمام، ووضع الأساس للسنوات العشرين المقبلة في تحقيق رؤية 2045م، كما فعلت قبل 10 سنوات عندما قادت الكتلة في اعتماد مجتمع آسيان 2025م".
تتولى ماليزيا رئاسة آسيان لعام 2025م تحت شعار "الشمول والاستدامة"، مما يعكس التطلع إلى توجيه الكتلة التي يبلغ عمرها 58 عامًا نحو مستقبل أكثر اتحادًا وديناميكية واستدامة.
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية – برناما//س.هـ