كوالالمبور/ 6 فبراير/شباط//برناما//-- قال وزير الاستثمار والتجارة والصناعة الماليزي /تنغكو ظفرول عبد العزيز/ إنه من المبكر جدًا تحديد ما إذا كانت التعريفات التي فرضتها واشنطن على كندا والمكسيك والصين ستضر أو تفيد ماليزيا.
وأشار إلى أنه على الرغم من أن البلاد استفادت من هذه التعريفات في السابق، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أن يتم تحقيق نفس الفوائد.
وأضاف: "بالنسبة لدول التجارة المفتوحة مثل ماليزيا (التي تبلغ نسبة تجارتها في الناتج المحلي الإجمالي 130 في المئة)، فإن الاستقرار على المدى الطويل في أسواق التجارة العالمية مهم للغاية ".
جاء ذلك في تصريحاته ردًا على سؤال عن فرض أمريكا تعريفات بنسبة 25 في المئة على الواردات من كندا والمكسيك بالإضافة إلى تعريفات إضافية بنسبة 10٪ على الواردات من الصين في 4 فبراير الماضي، خلال برنامج على قناة برناما التلفزيونية أمس، الأربعاء، وأضاف: "ونحن أيضًا لا نعلم ما هي الخطوات التالية التي ستتخذها الولايات المتحدة الأمريكية ضد ماليزيا والدول المجاورة لنا ".
وأوضح ظفرول أن الحرب التجارية المتصاعدة بين أمريكا والصين قد تؤثر في بعض القطاعات، ولكن ماليزيا قد تتلقى تناقضًا إيجابيًا على المدى القصير.
وقال إن هذه التوترات التجارية بدأت بالفعل خلال إدارة الرئيس /دونالد ترامب/ الأولى، ثم استمرت في عهد الرئيس /جو بايدن/، وبعد أن تولى /ترامب/ الإدارة مجددًا، أعاد إحياء هذا الزخم.
وأبان: " لقد أدت الحرب التجارية إلى تحول في سلسلة الإمداد العالمية، حيث بدأ المستثمرون في البحث عن مواقع بديلة أكثر استقرارًا... وقد توجهوا إلى دول محايدة مثل ماليزيا، ودول رابطة الآسيان، وبعض الدول أو الكتل الاقتصادية الأخرى."
وأفاد ظفرول، بأنه في ظل التوترات الجيوسياسية العالمية، تحافظ ماليزيا على موقفها المحايد وتستمر في جذب الاستثمارات عالية الجودة.
وفي عام 2023م سجلت ماليزيا استثمارات معتمدة بقيمة تزيد عن 330 مليار رنجيت ماليزي، بزيادة قدرها 10 في المئة خلال التسعة أشهر الأولى مقارنة بالعام السابق.
وأوضح أن ماليزيا نشطة في تعزيز سياسات الاستثمار، بما في ذلك من خلال سياسة الصناعية الجديدة، وخطة انتقال الطاقة الوطنية، واستراتيجية أشباه الموصلات الوطنية.
وقال: " إن الاستثمار ليس فقط ذو قيمة عالية، ولكن يجب أن يحقق تأثيرًا اقتصاديًا على الشركات المحلية، وخاصة المشروعات الصغيرة والمتوسطة ".
وأشار إلى أنه مع استمرار التوترات التجارية، تميل الشركات العالمية إلى اختيار الدول التي تتمتع بنظام بيئي قوي، واقتصاد مفتوح، واتفاقيات تجارة حرة قوية.
وأبرز أن ماليزيا تتمتع بميزة حيث وقعت 16 اتفاقية تجارة حرة، بما في ذلك أحدثها مع دولة الإمارات العربية المتحدة.
" نحن بصدد إعادة التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية "، على حد تعبيره.
لذلك، حذر ظفرول من أن التباطؤ في النمو العالمي قد يؤثر على سلاسل الطلب والإمداد مع التركيز على أهمية الآسيان في تعزيز التجارة الداخلية وعدم الاعتماد على الاقتصادات الكبرى في العالم.
وأضاف: "إن الآسيان هي خامس أكبر كتلة اقتصادية في العالم بإجمالي ناتج محلي يبلغ 3.8 تريليون دولار أمريكي، ولكن التجارة بين دول الآسيان لا تزال أقل من 25 في المئة ... نحن بحاجة إلى تعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي."
وأوضح أن ماليزيا تسعى أيضًا إلى تنويع أسواقها التصديرية لتشمل مناطق أخرى مثل أفريقيا، وأمريكا الجنوبية بهدف الحد من الاعتماد على القوى الاقتصادية الرئيسية.
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية – برناما//س.ج س.هـ