بوتراجايا/ 10 فبراير/شباط//برناما//-- جدد فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعوته إلى نظام عالمي أكثر عدالة وشمولية، منتقداً النظام العالمي الحالي الذي – في حد زعمه- يفضل حفنة من الدول العظمى، في حين يهمش المظلومين .
جاء ذلك في محاضرة عامة خلال زيارته لماليزيا، وقال إن العالم يشهد "عاصفة مثالية" من الانقسامات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، التي تفاقمت بسبب سياسة الحمائية المتزايدة والإجراءات أحادية الجانب من قبل القوى الكبرى .
وأوضح: "أن مؤسسي النظام العالمي الحالي هم الفائزون في الحرب العالمية الثانية. وهذه البلدان نفسها هي التي وضعت قوانين في العديد من المجالات، بما في ذلك العلاقات الدولية والاقتصاد والتمويل والتجارة" .
وصل الرئيس أردوغان إلى ماليزيا اليوم، الاثنين، في زيارة رسمية لمدة يومين بدعوة من رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم .
وأكد إن الخلل في الثروة والقوة العالمية قد جعل جزءاً كبيراً من سكان العالم في حالة الفقر .
وقال الرئيس التركي متسائلاً: "إذا كان 55 في المئة من تعداد سكان العالم لا يستطيعون الحصول إلا على 1.3 في المئة من الدخل العالمي، أليس ذلك مشكلة نابعة من النظام الحالي؟" .
كما أعرب عن أسفه لاستمرار تهميش العالم الإسلامي، الذي -في حد زعمه- لا يزال ممثلاً تمثيلاً ناقصاً في المؤسسات الدولية .
وشدد على أن "الهيكل الذي يستثني ربع سكان العالم لا يمكن أن نتوقع منه أن يحقق الأمن ويحافظ على الاستقرار والسلام العالميين" .
ودعا الرئيس أردوغان إلى إصلاحات عاجلة، وكرر شعاره الشهير "العالم أكبر من خمسة"، مشيراً إلى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وهي الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، والصين، وروسيا .
وأضاف: "إن النظام الذي تم تصميمه قبل 80 عامًا في ظل ظروف استثنائية لا يتناسب مع المشهد الحالي. نحن نعرب علنًا عن اعتراضنا على هذا النظام الظالم، حيث لا يكون الحق للقوي، بل يكون القوي دائمًا هو الحق" .
وفقًا لأردوغان، فإن التغيير العالمي الهادف لا يتطلب فقط إدانة الظلم بل العمل بنشاط على تصحيحه .
وقال: "لكي يحدث تغيير حقيقي، لا يكفي الاعتراض فقط على الظلم الذي نواجهه. بل يجب علينا أيضاً أن نظهر الشجاعة لفتح قلوبنا تجاه الظلم والمعاناة التي يعيشها الآخرون" .
وخصص الرئيس التركي جزءاً كبيراً من خطابه للأزمة في قطاع غزة، مندداً بالأعمال العسكرية الإسرائيلية واتهم الغرب بالفشل في الدفاع عن الفلسطينيين .
وقال: "في غزة، حيث تتجسد كلمة "الكرامة" في كل واحد من سكانها، من الشباب إلى الكبار، من الرجال إلى النساء، لم يستسلموا ولم يركعوا أمام الظالمين، ولم يتخلوا عن وطنهم" .
كما كشف أن تركيا قدمت أكثر من 100 ألف طن من المساعدات الإنسانية إلى غزة وقطعت العلاقات التجارية مع الاحتلال الإسرائيلي احتجاجاً على هجومه العسكري .
وأضاف الرئيس أردوغان: "لقد قمنا بدبلوماسية مكثفة للغاية منذ اليوم الأول للمجزرة في غزة. لقد قمنا بإدانة تلك الفظائع وأصبحنا الصوت العالي لفلسطين على جميع المنصات، بما في ذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة" .
ومع ذلك، أعرب عن أسفه لفشل مجلس الأمن الدولي في التصرف، مما سمح باستمرار الهجوم الإسرائيلي دون رادع .
وقال: "لقد فشل العالم الغربي، على وجه الخصوص، في الاختبار خلال هذه الأيام الـ 471"، مشيراً إلى مقتل 61 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال .
كما طالب الترئيس التركي بمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على إحداث الدمار الهائل في غزة .
وأكد: "أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي ونتنياهو مسؤولون عن هذه الفاتورة الباهظة. ويجب على الاحتلال الإسرائيلي أن يدفع هذه الفاتورة وحده"، مضيفًا أن التكلفة المقدرة لإعادة إعمار غزة تبلغ 100 مليار دولار أمريكي .
وقال: "بعد التسبب في هذا الحجم من الدمار، وهذا القدر من المعاناة والفظائع، لا يمكن السماح للاحتلال الإسرائيلي بمواصلة طريقه وكأن شيئًا لم يحدث" .
وأشار إلى جهود إعادة الإعمار السريعة التي بذلتها تركيا بعد كارثة 7 فبراير 2023م، التي أودت بحياة أكثر من 53 ألف شخص ودمرت 311 ألف مبنى، وقال: "لقد أزلنا الأنقاض، وبدأنا البناء، وقمنا بتسليم 201 ألف منزل حتى الآن، بعد أقل من عامين من الزلزال. يمكننا تحقيق النجاح ذاته في إعادة الإعمار في غزة" .
واختتم حديثه بالتأكيد على التزام تركيا بدعم الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية .
وقال الرئيس أردوغان: "أعتقد أن كل هذا واجب أخوة ودين ضمير للشعب الفلسطيني المضطهد" .
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية- برناما/ م.أ