كوالالمبور/ 18 فبراير/شباط//برناما//-- اختتم منتدى سياحة آسيان (ATF) 2025م، الذي عقد تحت عنوان "الوحدة في الحركة: تشكيل مستقبل السياحة في آسيان"، أعماله منذ ما يقرب من شهر بعد انعقاده لمدة ستة أيام بدءًا من 15 يناير/كانون الثاني الماضي.
وقد ركز المنتدى، الذي عقد في مدينة /جوهور بهارو/، عاصمة ولاية جوهور، جنوبي ماليزيا، بمناسبة رئاسة ماليزيا لرابطة دول جنوب شرق آسيا 2025م، على تعزيز السياحة المستدامة والمرنة والشاملة في المنطقة من خلال التعاون بين الدول الأعضاء.
وشارك في المنتدى جميع الدول العشر الأعضاء في الرابطة وشركاء الحوار، وهي الصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند وروسيا، وكان من بين الإنجازات الرئيسية للمنتدى تقييم تنفيذ الخطة الاستراتيجية للسياحة في الآسيان (ATSP) 2016-2025م وإعداد توقعات السياحة في الرابطة لعام 2030م.
ولاحظ الخبراء إنجازات المنتدى، وقالوا إنه من وجهة نظر ماليزيا باعتبارها رئيسة للتجمع الإقليمي، ينبغي استغلال هذه الفترة التي تبلغ عامًا كاملاً لدفع البلاد ذاتها والرابطة إلى مستوى أعلى في قطاع السياحة العالمي.
وقالوا إن ماليزيا بحاجة إلى مواصلة الإنجازات التي حققتها الرابطة في 2024م والتي سجلت وصول أكثر من 123 مليون سائح أجنبي، بزيادة قدرها 30.6 في المائة مقارنة بالعام السابق، مدفوعة بحوافز السفر مثل تخفيف لوائح التأشيرات وإدخال منتجات سياحية جديدة.
وفي تعليقه، قال فوزان حافظ محمد صفري، المحاضر في كلية الضيافة والسياحة والرفاهية بجامعة كيلانتان الماليزية، إن المنتدى قد أثبت وجود معنويات التعاون الوثيق، ليس فقط بين أعضاء الرابطة ولكن أيضًا بين الدول الأجنبية، من حيث تحسين قطاع السياحة في المنطقة.
"إن مشاركة دول غير أعضاء في الرابطة مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند في المنتدى، تترجم بشكل غير مباشر إلى انفتاح هذه الدول على التعاون لتعزيز قطاع السياحة العالمي"، على حد تعبيره.
وأضاف في تصريح لبرناما "نرى أنه من خلال هذا التعاون ستكون هناك جهود مشتركة في تعزيز صناعة السياحة، فضلا عن جذب الاهتمام الدولي للاستثمار في تطوير البنية التحتية السياحية التي تشمل دول الآسيان".
واقترح بأن تغتنم ماليزيا هذه الفرصة لتعزيز الاستعدادات الهادفة إلى إنجاح عام زيارة ماليزيا 2026م من خلال زيادة التعاون الإقليمي، فضلاً عن جذب الاستثمار الأجنبي في قطاع السياحة في البلاد.
وتابع أن من بين الأشياء التي يمكن القيام بها هو تحسين المرافق عبر الحدود التي تشمل الدول الأعضاء، مثل توفير نظام المرور الإلكتروني (e-pass) للزائرين من دول الآسيان.
"إن التعاون الوثيق بين الدول الأعضاء يسمح لنا بشكل غير مباشر بتوفير مكاتب خاصة أو مسارات سريعة لرابطة دول جنوب شرق آسيا عند نقاط دخول البلدان، بما في ذلك المطارات والموانئ"، كما قال.
وأضاف أن "تنفيذ نظام المرور الإلكتروني من شأنه تسريع شؤون زوار الآسيان وتسهيل مهام وكالات إنفاذ القانون التي تنفذ الضوابط عند كل نقطة دخول وخروج حدودية في بلدانها".
ولضمان الأمن الوطني، أوصى أعضاء الرابطة بتطوير منصة رقمية تسمح بتبادل البيانات بين السلطات والوكالات المعنية لمراقبة تحركات السياح في البلدان التي يزورونها.
واستطرد يقول إن "مشاركة هذه البيانات السياحية تساعد أيضا في تحديد الوجهات المفضلة وعدد السياح الذين يزورون بلدا ما في فترة معينة".
واقترح أيضاً أن تقيم دول الآسيان تعاونا على مستوى الجامعات لتوفير البيانات حول الاتجاهات والتطورات في صناعة السياحة الإقليمية، الأمر الذي من شأنه أن يساعد الجهود الرامية إلى زيادة أعداد السياح الوافدين إلى جنوب شرق آسيا.
من جانبه، أفاد الدكتور /إيزوان حارث محمد إثنان/، المحاضر الأول في برنامج إدارة السياحة بجامعة العلوم الإسلامية الماليزية، بأن استمرار التعاون الإقليمي مهم لدعم خلق بيئة تنافسية صحية بين الدول الأعضاء.
ومن ثم، قال إن أعضاء الرابطة بحاجة إلى إزالة الجدران أو الحواجز القائمة، بما في ذلك السياسات الوطنية التي لا تؤثر على الأمن والسيادة، من أجل تعزيز روح التضامن عبر الحدود.
"وفي سياق توحيد الرابطة، يتعين على ماليزيا أن تتخذ خطوات استباقية وأن تستغل الفرص المتاحة لتعزيز المجتمع الإقليمي بما يتماشى مع دور ماليزيا رئيسةً للآسيان هذا العام"، بحسب المسؤول.
وأضاف أن "ماليزيا يجب أن تكون "المفتاح" لهذا التوحيد، فضلاً عن إظهار التزامها محركاً للتنمية السياحية المستدامة في المنطقة، وبالتالي جلب معنويات التكاتف بين الدول العشر الأعضاء في الرابطة".
وقالت هيئة السياحة الماليزية في بيان صدر مؤخراً إنها تكثف جهودها لتعزيز السياحة أداءً من خلال تنفيذ المزيد من مهام المبيعات الاستراتيجية في المناطق الحدودية الماليزية مع سنغافورة وتايلاند وإندونيسيا وبروناي.
وأوضحت الوكالة أن هذه الخطوة من المتوقع أن تفتح المزيد من فرص التعاون وتعزز جاذبية ماليزيا باعتبارها وجهة سياحية رئيسية في الرابطة، بما يتماشى مع مبادرة عام الزيارة الماليزية العام المقبل.
وفي معرض تعليقه، قال إزوان حارث إن من بين منتجات الرابطة التي يمكن تسليط الضوء عليها بشكل مشترك هي السياحة الصديقة للمسلمين والتي تقودها ماليزيا حالياً.
وأشار إلى أن شعبية ماليزيا بين المسافرين المسلمين في المنطقة لا يمكن إنكارها ويتجلى ذلك في إنجازها أفضل وجهة لقضاء العطلات صديقة للمسلمين في مؤشر السفر الإسلامي العالمي 2024م للمرة التاسعة على التوالي.
ومضى المسؤول قائلاً "ويعتبر هذا التقدير المرموق مناسباً عندما تم الإعلان عن ماليزيا أيضاً بصفتها أفضل وجهة صديقة للمسلمين في منظمة التعاون الإسلامي للعام الثاني على التوالي من قبل CrescentRating وMastercard في حفل توزيع جوائز "الحلال في السفر" الذي أقيم في سنغافورة العام الماضي.
وقال إن "هذا الإنجاز يعود إلى موثوقيتهم وسهولة وصولهم إلى المرافق والخدمات المتنوعة الصديقة للمسلمين المتاحة (في هذا البلد) مثل أماكن العبادة والطعام الحلال والإقامة".
وأضاف أن ماليزيا تسعى دائمًا إلى توفير تجارب رائعة للمسافرين المسلمين من خلال تقديم باقات سياحية صديقة للمسلمين والتي تقرب السائحين أيضًا من الدين الإسلامي نفسه، بما في ذلك من حيث الفن والتراث والثقافة الإسلامية.
ومع ذلك، صرّح بأنه في الوقت نفسه، تقدم إندونيسيا وتايلاند أيضًا منتجات مماثلة، وتحتاج ماليزيا، باعتبارها رائدة، إلى الاستفادة بحكمة من هذه الفرصة لتسليط الضوء على منطقة الآسيان باعتبارها أفضل وجهة سياحية صديقة للمسلمين على مستوى العالم.
وبحسب قوله، يمكن القيام بذلك من خلال الاستفادة من مزايا البلدان المعنية دون تقويض إمكانات ماليزيا في تسليط الضوء على تفرد الرابطة باعتبارها سوقا سياحيا صديقا للمسلمين.
وقال "باختصار، تحتاج ماليزيا إلى تحسين المنتجات والخدمات التي تقدمها باستمرار من أجل الاستمرار في قيادة هذا السوق، ولكن في الوقت نفسه تسليط الضوء على مزايا رابطة دول جنوب شرق آسيا كوجهة يجب على المسافرين المسلمين زيارتها".
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية – برناما//س.هـ