أخبار

محلل: قمة الآسيان تُبرز قيادة ماليزيا الحكيمة والرشيدة

08:36 29/05/2025

كوالالمبور/ 29 مايو/أيار//برناما/-- ساهم التنظيم الناجح لقمة الآسيان السادسة والأربعين التي عُقدت مؤخرًا في ترسيخ اسم ماليزيا على الساحة العالمية باعتبارها دولة جريئة وصراحة على التعبير عن رأيها وتتمتع بقيادة رشيدة حكيمة.

أكدت شاهدة عبد الرزاق، المحاضرة البارزة في العلوم السياسية بكلية العلوم الإدارية ودراسات السياسات بجامعة مارا للتكنولوجيا (UiTM)، أن ماليزيا، بصفتها رئيسة آسيان 2025م، قادت التكتل بنجاح في معالجة القضايا العالمية والإقليمية بشكل جماعي.

وأضافت أن هذه القضايا شملت قضايا تتعلق بالحرب التجارية، بما في ذلك الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة والتي أثرت في العديد من دول الآسيان، بالإضافة إلى طرح المشكلة أو الأزمة في ميانمار على طاولة المفاوضات خطوة نحو إيجاد حل شامل.

نجحت ماليزيا، بصفتها رئيسة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، في إصدار إعلان شامل ومتكامل (إعلان كوالالمبور لآسيان 2045م: مستقبل مشترك) للتعامل مع الجيوسياسية الحالية غير المؤكدة والمعقدة.

وقالت لوكالة برناما اليوم: "لقد نجحنا أيضًا في ترسيخ صورة محايدة، وجعل ماليزيا، والرابطة تحديدًا، منظمة إقليمية غير منحازة لأي من القوى العظمى في العالم".

وأضافت شاهدة أن ماليزيا نجحت في التوسط بين القوى العظمى في المنطقة، مثل الصين، لمناقشة قضايا تتعلق بالأمن والاقتصاد والقضايا الاجتماعية، بما في ذلك التعامل مع أزمة بحر الصين الجنوبي.

وأضافت أن التعاون مع الدول العربية خلال القمة السادسة والأربعين أعطى انطباعًا بأن القيادة الماليزية تحظى بالاحترام والتقدير في التعامل مع الأزمات العالمية، بما في ذلك القضية الفلسطينية.

"كما نجحت ماليزيا في تعزيز نفوذ الرابطة بصفتها منظمة تمثل الاقتصادات الصغيرة والمتوسطة، لتصبح كتلة مؤثرة من خلال اتفاقيات اقتصادية ثلاثية مختلفة مع مجلس التعاون الخليجي. والصين"، كما قالت.

في غضون ذلك، قالت نائبة عميد البحث والابتكار في مركز الدراسات الدولية لشمال ماليزيا التابع للجامعة، الأستاذة المشاركة الدكتورة /سيتي دارويندا محمد بيرو/، إن ماليزيا ترأست بنجاح مؤتمر قمة الرابطة، محققةً نتائج مهمة وملموسة.

"لقد تحملنا مسؤولية رئاسة آسيان 2025م في ظل حالة انعدام اليقين الاقتصادي العالمي، وتمكنا من اغتنام الفرصة، وتوجيه الدول الأعضاء في هذه الكتلة، واتخاذ العديد من الخطوات الدبلوماسية الاستراتيجية التي كان لها أثر إيجابي في البلاد وفي رابطة آسيان في فترة وجيزة.

"فيما يتعلق بالاقتصاد، على سبيل المثال، تمكنا من استضافة أول اجتماع لرابطة آسيان والصين ومجلس التعاون الخليجي، مما فتح جسرًا لتوحيد هذه الكتل الثلاث في مجالات التعاون، مثل الموارد الجديدة والذكاء الاصطناعي، وفي الوقت نفسه، تعزيز الاستقرار الجيوسياسي الإقليمي"، وفق المسؤولة.

وبدوره، قال الدكتور /نور نيرواندي مات نور الدين/، الخبير في شؤون الحرب العصبية والمحلل الأمني ​​والسياسي في مركز دراسات الإعلام وحرب المعلومات التابع للجامعة، إن نجاح ماليزيا في تنظيم قمة الآسيان يرتبط ارتباطًا وثيقًا بشخصية رئيس الوزراء أنور إبراهيم.

وأضاف أن أنور أثبت أنه من أفضل القادة الدبلوماسيين، إذ لم تنجح قيادته في الارتقاء بصورة الرابطة فحسب، بل أحدثت أيضًا نقلة نوعية في سياق موازنة علاقات الرابطة مع القوى العالمية الكبرى.

لقد بنى أنور هوية قيادية للرابطة لضمان وجودها في بيئة سياسية محترمة، وقدرتها على التعاون مع أي دولة، وخاصة تلك التي يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على تنمية المنطقة.

وقال: "إنه يريد أن تتمكن آسيان من بناء هوية، وبناء قوة، والجرأة على تجربة ابتكارات جديدة تخدم مصالحها، لا مجرد اتباع قوى العالم العظمى".

كما وصف نور نيرواندي جهود ماليزيا للحصول على موافقة الدول الأعضاء على دعم مشاركة تيمور الشرقية في آسيان بحلول أكتوبر/تشرين الأول بأنها دليل على دبلوماسية أنور القيادية التي تسعى إلى سد الفجوة بين الدول والقادة في المنطقة.

نظمت ماليزيا، بصفتها رئيسة آسيان 2025م، تحت شعار "الشمول والاستدامة"، القمة السادسة والأربعين لآسيان والاجتماعات ذات الصلة في الفترة من 22 إلى 27 مايو.

 

وكالة الأنباء الوطنية الماليزية – برناما//س.هـ