مكة المكرمة/4 يونيو/حزيران//برناما//-- حظي ممثلو وسائل الإعلام الدولية، ومن بينهم إعلاميون من ماليزيا، بشرف مشاهدة روعة الفن الإسلامي العريق عن قرب، خلال زيارتهم لمجمع الملك عبدالعزيز في مكة المكرمة، يوم الثلاثاء، للاطلاع على مراحل صناعة كسوة الكعبة المشرفة، ذلك التقليد الجليل الذي بدأ رسميًّا في عهد الملك عبدالعزيز عام 1927م.
وتأتي هذه الزيارة ضمن برنامج الحج الذي تنظمه حكومة المملكة العربية السعودية لهذا الموسم، والذي يجمع أكثر من 30 وكالة إعلامية من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك من ماليزيا التي تشمل وكالة الأنباء الوطنية الماليزية (برناما)، وقناة الهجرة، و/أسترو أواني/، و/أسترو أواسيس/، ومجموعة /ميديا بريما/.
وخلال الزيارة، استمع الصحفيون إلى شرح مفصّل لمراحل صناعة الكسوة، التي تمر بسلسلة من العمليات الدقيقة تبدأ بغزل خيوط الحرير الخام، ثم تطريزها يدويًّا بخيوط الذهب والفضة، وصولًا إلى مرحلة التركيب النهائي التي تُنفّذ بعناية فائقة على أيدي حرفيين مهرة.
ويُستخدم في صناعة كسوة الكعبة - وهي القماش الأسود الذي يغطّي الكعبة المشرّفة - نحو 670 كيلوجرامًا من الحرير الخام المصبوغ باللون الأسود، وتُطرّز بآيات من القرآن الكريم باستخدام 120 كيلوجرامًا من خيوط الذهب عيار 21، و100 كيلوجرام من خيوط الفضة، ليبلغ وزنها الإجمالي نحو 850 كيلوجرامًا، وتُقدّر تكلفتها بما يقارب 25 مليون ريال سعودي، ما يجعلها أغلى قطعة قماش دينية في العالم.
ويقع مجمع الملك عبدالعزيز لصناعة الكسوة في منطقة /أم الجود/ بمكة المكرمة، ويُعدّ المركز الوحيد المتخصص عالميًّا في إنتاج الكسوة. وقد تم تحديثه عام 1977م، وأُعيدت تسميته في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. ويضم المجمع أكثر من 200 موظف من ذوي المهارات العالية، يعملون في أقسام النسيج، والتطريز، وحياكة خيوط الذهب، والطباعة، والتشطيبات النهائية.
ورغم استخدام بعض التقنيات الحديثة مثل آلات النسيج الإلكترونية، إلا أن عملية إنتاج الكسوة لا تزال تحافظ على القيم الفنية الإسلامية التقليدية، مما يُجسّد التزام المملكة العربية السعودية بالحفاظ على هذا الإرث المقدّس.
وفي إطار الاستعدادات لموسم الحج، رفعت السلطات السعودية في مايو/أيار الماضي الجزء السفلي من كسوة الكعبة بمقدار ثلاثة أمتار، لحمايتها من التلف الناتج عن ملامسة الحجاج وحركتهم الكثيفة. وقد تم تغطية الجزء المكشوف بقماش قطني أبيض بعرض مترين، كما جرى تعديل مواضع المصابيح. ونُفذت هذه الإجراءات بواسطة فريق متخصص ومدرّب، في دلالة على أعلى درجات العناية والسلامة والطهارة في استقبال ضيوف الرحمن.
كما أفادت السلطات المختصة بأن التحضيرات الأولية لصناعة الكسوة الجديدة لموسم الحج القادم قد بدأت بالفعل. ومن الجدير بالذكر أن موعد تغيير الكسوة أصبح يُنفّذ في الأول من محرم من كل عام، بدلاً من التاسع من ذي الحجة كما كان متبعًا سابقًا، وذلك تسهيلًا لأمور الصيانة واللوجستيات.
ويُتاح للزوار من العامة دخول المجمع، إذ يمكن حجز الزيارات الفردية عبر الإنترنت، بينما يتوجب تنظيم الزيارات الجماعية ضمن باقات رسمية للحج أو العمرة أو السياحة، من خلال الموقع الإلكتروني الرسمي للرئاسة العامة. للمزيد من المعلومات، يُرجى زيارة:
https://www.visitsaudi.com/ar/makkah/attractions/the-kiswa-factory-of-the-holy-kaaba-in-makkah
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية - برناما//ن.ع س.هـ