بوتراجايا/ 28 يوليو/تموز//برناما//-- يُعد نجاح رئيس الوزراء أنور إبراهيم في التوصل إلى وقف إطلاق النار بين كمبوديا وتايلاند إنجازًا كبيرًا يعكس قوة روح رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، ودليلًا على التزامه بالدبلوماسية القائمة على الحوار.
وفي تهنئةٍ حارة، قال رئيس مؤسسة "رايتس"، /محمد يوسمادي محمد يوسف/، إن عزة أنور إبراهيم وقيادته الأخلاقية أثبتتا مجددًا أن القيادة المبدئية والشاملة والقائمة على الحوار قادرة على تهدئة أشد التوترات الإقليمية حدة.
وقال مؤلف كتاب "أنور إبراهيم: العدالة والسلام العالميان من خلال الحوار" إن النجاح في تحقيق وقف إطلاق النار لم يكن إنجازًا دبلوماسيًا كبيرًا فحسب، بل كان أيضًا انتصارًا لروح آسيان، والاستقرار الإقليمي، والأهم من ذلك، لشعبي كمبوديا وتايلاند اللذين لهما الحق في التمتع بالسلام والأمن.
وأضاف السيناتور وعضو البرلمان السابق في بيان له هنا: "آمل أن يظل هذا النجاح مصدر إلهام للجهود الرامية إلى مأسسة الحوار وتعزيز ممارسات الدبلوماسية الوقائية، ليس فقط داخل آسيان، بل على الصعيد العالمي أيضًا".
اتفقت تايلاند وكمبوديا على تنفيذ وقف إطلاق النار فورًا ودون قيد أو شرط، عقب تصاعد التوترات بين البلدين على طول الحدود المتنازع عليها، وذلك في اجتماع خاص عُقد في بوتراجايا، برئاسة أنور إبراهيم اليوم.
أعرب رئيس الوزراء الكمبودي /هون مانيت/، والقائم بأعمال رئيس الوزراء التايلاندي /فومتام ويتشاي/، عن التزامهما بتخفيف حدة التوترات، عندما اتفقا على تنفيذ وقف إطلاق النار فورًا وإعادة الوضع إلى طبيعته اعتبارًا من منتصف ليل اليوم.
تصاعدت حدة الصراع بين تايلاند وكمبوديا منذ 28 مايو/أيار، عقب اشتباكات بين قوات البلدين في معبد برياه فيهير، أسفرت عن مقتل جندي كمبودي.
وبدوره، قال أحمد فهمي محمد شمس الدين، رئيس جمعية الشباب المسلم الماليزي (ABIM-أبيم)، إن هذا الإنجاز عزز مكانة آسيان منصةً لحل النزاعات الإقليمية.
وأضاف أن وقف إطلاق النار سلّط الضوء أيضًا على نجاح ماليزيا، بصفتها رئيسة آسيان، في توحيد القوى الإقليمية بدعم من قوى عظمى مثل الولايات المتحدة والصين، اللتين شاركتا في رعاية هذه المفاوضات التاريخية.
وقال في بيان: "تحث أبيم جميع هذه القوى الكبرى على مواصلة دعم نهج آسيان القائم على السلام، وعدم استغلال النزاعات لتحقيق مصالح استراتيجية، بل احترام القيادة الإقليمية وتعزيز القدرات المحلية لحل النزاعات بسيادة وكرامة".
وأضاف أحمد فهمي أن الجمعية دعت أيضًا جميع الأطراف إلى الامتثال الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار والوقف الفوري لجميع أشكال الاستفزاز اعتبارًا من منتصف ليل اليوم.
وأضاف: "تقترح أبيم أيضًا أن تُنشئ آسيان فورًا فريق مراقبة مستقلًا ومحايدًا لضمان سير تنفيذ وقف إطلاق النار بسلاسة طوال الفترة المتفق عليها، بما يتماشى مع روح المفاوضات التي تم التوصل إليها".
وتعبيراً عن التضامن الإقليمي، قال إنه يجب توجيه المساعدات الإنسانية المقدمة من آسيان فورًا إلى جميع الأطراف المتضررة، وخاصةً المجتمعات النازحة والأسر التي فقدت منازلها والمصابين جراء النزاع.
"كما تحثّ الجمعية شعبي تايلاند وكمبوديا، بما في ذلك مجتمعاتهما الرقمية، على عدم نشر الاستفزازات أو خطابات الكراهية أو الاتهامات الباطلة على منصات التواصل الاجتماعي"، وفق البيان.
وقال: "إن هذا النهج المسؤول مهم لإحياء روح الاحترام المتبادل والوئام عبر الحدود لتحقيق سلام دائم".
وبصفتها حركة مجتمع مدني، أكد أحمد فهمي أن أبيم ملتزمة بالعمل مع شبكات المجتمع المدني في جميع أنحاء آسيان لتعزيز ثقافة السلام ومساعدة ضحايا النزاعات وضمان بقاء صوت الشعب عنصرًا مهمًا في الجهود المبذولة لبناء سلام مستدام.
وقال: "يشمل ذلك اقتراح تنظيم مؤتمر آسيان للمجتمع المدني من أجل السلام الإقليمي منصةً للحوار والمصالحة، بالإضافة إلى الدعوة إلى تنفيذ برنامج آسيان لتعليم السلام، وخاصةً لمجتمعات الحدود والشباب في جميع أنحاء المنطقة".
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية - برناما//س.هـ