كوالالمبور/ 29 يوليو/تموز //برناما//-- أعلنت المملكة العربية السعودية مؤخرًا، في مبادرة غير مسبوقة تعكس عمق الارتباط الروحي والثقافي بين المسلمين وسيرة نبيهم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، عن انطلاق تجربة "على خُطاه"، التي تحاكي درب الهجرة النبوية الشريفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وهي التجربة التي تستمر على مدار ستة أشهر ابتداءً من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
من جانبه أوضح الدكتور محمد غروي، الكاتب السعودي المقيم بماليزيا، أن هذه المبادرة تأتي في إطار مشروع "درب الهجرة النبوية"، الذي أطلقه الأمير سلمان بن سلطان، أمير منطقة المدينة المنورة ورئيس مجلس إدارة هيئة تطوير المدينة المنورة، في يناير/كانون الثاني الماضي، بهدف تمكين الزوار من تتبع خطى النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه، مرورًا بـ41 معلمًا تاريخيًّا و5 مواقع محورية في قصة الهجرة، على امتداد 470 كيلومترًا.
وقد شهدت المبادرة اهتمامًا واسعًا من مسلمي العالم للتسجيل في هذه التجربة الإيمانية والتاريخية، لا سيما من منطقة جنوب شرق آسيا، حيث يعكس هذا التفاعل العميق مكانة المشروع في وجدان الشعوب الإسلامية، وحرصها على معايشة تجربة روحانية فريدة ترتبط بأحد أعظم الأحداث في التاريخ الإسلامي.
وكشف المستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، أن الطلبات لتجربة "على خُطاه" تجاوزت حاجز المليون، مضيفًا أن خطة هذا العام تتضمن استقبال 300 ألف زائر، ضمن تنظيم محكم يضمن جودة التجربة وسلامة الزوار، على أن يرتفع الرقم المستهدف بحلول عام 2030م إلى خمسة ملايين زائر سنويًّا.
وأشار المستشار تركي آل الشيخ إلى أن باب التسجيل سيفتح قريبًا في ماليزيا والهند وتركيا، ضمن إستراتيجية التوسع الدولي للمشروع، الذي يُجسّد مسار الهجرة النبوية بطريقة تفاعلية وإنسانية غير مسبوقة.
كما وجّه المستشار شكره للأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على دعمه اللامحدود للمشروع، وللأمير سلمان بن سلطان على متابعته ودعمه الكامل، وللأمير سعود بن مشعل، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، على دعمه المتواصل وحرصه على نجاح هذه التجربة الفريدة.
وتشمل التجربة باقة متنوعة من الأنشطة والفعاليات المصممة بعناية، منها زيارة المواقع التاريخية، وركوب الإبل، إلى جانب عروض تحاكي أحداث الهجرة في مواقعها الأصلية.
كما تم تجهيز ثماني محطات مبيت للمشاة، وأكثر من 50 محطة خدمة لضمان راحة الزوار وسلامتهم، بالإضافة إلى توفير باصات رباعية الدفع لعبور التضاريس، وتمكين الزوار من الوصول إلى غار ثور في غضون ثلاث دقائق فقط، بدلًا من الرحلة الشاقة التي كانت تستغرق أكثر من ساعتين مشيًا على الأقدام، باستخدام وسائل نقل متقدمة.
وأكد المستشار تركي آل الشيخ أن المشروع يشكّل إضافة نوعية لسلسلة المشاريع الثقافية التي تحتفي بإرث الإسلام وحضارته، مبيّنًا أن هذه التجربة تم إعدادها وفق أعلى المعايير وبالاستناد إلى مصادر تاريخية موثوقة.
وتُعد تجربة "على خُطاه" من أبرز المبادرات التفاعلية التي تطلقها الهيئة العامة للترفيه ضمن رؤية المملكة 2030م، حيث تعيد إحياء مسار الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة من خلال تقنيات حديثة وتجارب واقعية تعزّز الارتباط بالقيم التاريخية والإنسانية العظيمة لسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية - برناما//ب. ع س. هـ