كوالالمبور/ 11 أغسطس /آب//برناما// -- تحتفل ماليزيا وأستراليا هذا العام بالذكرى الـ70 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، مما يمثل إنجازًا مهمًا في شراكة دائمة تتسم بعلاقات إستراتيجية عميقة وأهمية إقليمية متزايدة.
وعلى مدى العقود الماضية، تطورت هذه العلاقة إلى شراكة شاملة تشمل مختلف القطاعات، مع التزام مشترك بتعزيز السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وتُعد الشراكة الدفاعية القوية حجر الزاوية في هذه العلاقة، وتتجلى من خلال برنامج الدفاع المشترك بين ماليزيا وأستراليا، التي لا يزال يشكل دعامة رئيسية في العلاقات الثنائية.
وقالت المحاضرة البارزة في كلية الدراسات والإدارة الدفاعية بجامعة الدفاع الوطني الماليزية (UPNM) الدكتورة /تاريشيني كريشنان/، إن القوات المسلحة الأسترالية أدت دورًا مهمًا في دعم تنمية القدرات الدفاعية والأمنية الماليزية في السنوات الأولى من تأسيسها، لا سيما من خلال مشاركتها المستمرة في العمليات الدفاعية خلال فترات حرجة مثل حالة الطوارئ في "أراضي الملايو".
وأردفت: "لقد شكلت هذه العمليات الأساس للتعاون الدفاعي المستدام بموجب اتفاقية الدفاع المشترك بين خمس دول (FPDA) منذ عام 1971م".
وأوضحت، أن الشراكة الإستراتيجية الشاملة (CSP) بين ماليزيا وأستراليا، التي وُقعت في عام 2021م، عززت التنسيق في مجال الأمن البحري، ومكافحة الإرهاب، والمساعدات الإنسانية والإغاثة في حالات الكوارث (HADR)، مما يكمل التدريبات التي تنظمها (FPDA) مثل (برساما شيلد /Bersama Shield) و (برساما غولد /Bersama Gold).
وتابعت قائلة: "يوفر ذلك إطارًا لتعزيز التعاون الدفاعي الثنائي في المستقبل، بما في ذلك الجهود لضمان حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي والاستعداد المشترك لمواجهة الأزمات الإقليمية".
وفيما يتعلق بالأمن الإقليمي، أكدت /تاريشيني/، أن البلدين يُنظر إليهما بوصفهما شريكين موثوقين من خلال التدريبات المشتركة في إطار اتفاقية (FPDA)، ومبادرات الوعي بالمجال البحري، والدوريات لمكافحة القرصنة البحرية، لا سيما في مضيق ملاقا.
وأشارت إلى أن التدريبات العسكرية المشتركة مثل "سومان واريور /Suman Warrior" و "برساما ليما /Bersama Lima" تواصل إظهار القدرة التشغيلية والجاهزية للاستجابة المشتركة للتهديدات الأمنية التقليدية وغير التقليدية.
وفيما يخص التوافق الإستراتيجي، أضافت أن ماليزيا وأستراليا تتشاركان في رؤية متوافقة لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، تركز على مركزية رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان)، وحرية الملاحة، ونظام إقليمي مستقر قائم على القواعد.
واختتمت بالقول: "يصبح هذا التوافق أكثر وضوحًا من خلال التحديث المشترك لاتفاقية (FPDA)، والتعاون المدفوع بالشراكة الإستراتيجية الشاملة، والمبادرات الأمنية البحرية، ومع تصاعد التنافس بين القوى الكبرى، سيزداد هذا التقارب الاستراتيجي أهمية في حماية الأمن الإقليمي دون إثارة توترات غير ضرورية".
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية- برناما//م.م م.أ
