كوالالمبور/ 12أغسطس/آب//برناما//-- حثّت رابطة الأمم المتحدة في ماليزيا (UNAM) ماليزيا، بالتعاون مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، على القيام بدور أكثر فعالية في الدعوة إلى إصلاح عاجل لمنظمة الأمم المتحدة، استجابةً للتحديات العالمية المتزايدة والتساؤلات حول مصداقية المنظمة الدولية.
أكد رئيس الرابطة، مصطفى محمد، أن السياسة الخارجية المبدئية لماليزيا وموقفها الثابت في نصرة العدالة والقانون الدولي، وخاصة دعمها المستمر للقضية الفلسطينية، قد عززا مكانتها في دعم الإصلاح في المنظمة العالمية.
"نشيد بالحكومة الماليزية على دعمها الثابت والمبدئي والمستمر للقضية الفلسطينية"، على حد تعبيره.
وقال مصطفى، الوزير برئاسة مجلس الوزراء الماليزي (الاقتصاد)، خلال حديثه في منتدى نظمته (UNAM) بالتعاون مع معهد الدبلوماسية والعلاقات الخارجية (IDFR) هنا اليوم الثلاثاء: "يعكس هذا الموقف الثابت التزام البلاد بالعدالة والقانون الدولي".
يُمثل هذا المنتدى التعاون الثالث بين الرابطة والمعهد بعد احتفال العام الماضي بيوم الأمم المتحدة والمنتدى والنقاش الذي عُقد في فبراير/شباط.
وأضاف مصطفى أن موقف ماليزيا من فلسطين أصبح أكثر وضوحًا في أعقاب التطورات الدولية الأخيرة، بما في ذلك تحركات المملكة المتحدة وفرنسا، ومؤخرًا فلسطين نفسها، نحو الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين.
كما أعرب مصطفى عن قلقه إزاء تآكل الثقة في المؤسسات متعددة الأطراف والأمم المتحدة في وقتٍ أصبح فيه التعاون العالمي أكثر أهمية من أي وقت مضى.
وقال إن مصداقية الأمم المتحدة وفعاليتها موضع شك الآن، ومن ثم يجب على ماليزيا، بالتعاون مع آسيان، أن تلعب دورًا استباقيًا في الدفع نحو الإصلاح العاجل للمنظمة الدولية.
وأكد التزام ماليزيا بالمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، ودعا إلى إصلاحات تعكس الواقع الراهن للعالم.
كما أكد مصطفى على الدور الدبلوماسي لماليزيا في آسيان، بما في ذلك نجاحها الأخير في التوسط لإبرام اتفاق آلية وقف إطلاق النار بين كمبوديا وتايلاند، وهو جهد وساطة يُعتبر فريدًا من نوعه في سياق رابطة دول جنوب شرق آسيا.
وقال: "لقد تحقق هذا الإنجاز رغم مواجهة ضغوط من قوى كبرى مثل الصين والولايات المتحدة، إلا أن الأطراف المتحاربة لا تزال تقبل منصة آسيان للحوار".
وفي تلخيص جلسة المنتدى بعنوان "الأمم المتحدة والتعددية"، شارك كل من البروفيسور الفخري الدكتور /يوهان سارافاناموتو/ من جامعة العلوم الماليزية (USM)، وممثلة وزارة الخارجية وعضو مجلس (UNAM)، /بريشيلا براكاس راو/، وجهات نظرهما حول دور التعددية في النظام العالمي.
ورأى يوهان أنه على الرغم من نقاط ضعفها، إلا أن الأمم المتحدة تظل المنصة الأكثر شمولاً وعالمية لمواجهة التحديات العالمية الملحة.
وفي معرض تعليقه على مفهوم "لا بديل"، أكد أن الأمم المتحدة لا تزال هيئة لا غنى عنها، داعيةً في الوقت نفسه إلى بذل جهود من جانب القوى الكبرى والمتوسطة والصغيرة، بالإضافة إلى مختلف أطر التعاون الإقليمي متعدد الأطراف، لتحقيق أهداف ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك إنهاء الحروب، وتعزيز العدالة الاجتماعية، وضمان توزيع أكثر عدلاً للموارد العالمية.
فيما أكدت بريشيلا، متفقةً على الرأي نفسه، أن الأمم المتحدة لا تزال المنصة متعددة الأطراف الأكثر تمثيلاً، حيث تضم 193 دولة عضواً، وأعربت عن أملها في أن يرفع انضمام فلسطين عدد أعضائها إلى 194 عضواً.
وأضافت: "أن التحدي الذي نواجهه الآن هو إعادة بناء الثقة في النظام".
وتابعت تقول: "إن أجندة الإصلاح هي وسيلة لضمان بقاء الأمم المتحدة ذات صلة، وملتزمة بأهدافها، وقادرة على التكيف مع الواقع الراهن".
أدار المناقشة مدير مركز تمكين الكفاءات التابع لآسيان، /ويستمورلاند إدوارد بالون/، وحضرها دبلوماسيون وأكاديميون وخبراء في العلاقات الدولية ومسؤولون حكوميون ومشاركون في دورة التدريب الدبلوماسي لموظفي التوظيف في آسيان ضمن برنامج التعاون الفني الماليزي: دورة الدبلوماسية الاقتصادية.
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية - برناما//س.هـ