الدوحة/ 16 ديسمبر/كانون الأول //برناما-قنا//-- أكد المدير التنفيذي بالإنابة لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة /جون براندولينو/ أن دولة قطر تبذل جهودا كبيرة لدعم مكافحة الفساد عالميا، مثمنا في هذا السياق استضافتها أعمال الدورة الحادية عشرة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد.
وقال إن الدورة الثالثة للمؤتمر التي عقدت بالدوحة في عام 2009، كانت محطة مفصلية حين اجتمع قادة وخبراء مكافحة الفساد من مختلف أنحاء العالم، وتعهدوا بالعمل المشترك لمنع الفساد ومكافحته، دعماً لتنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة التي كانت آنذاك لا تزال في مراحلها الأولى.
وأضاف خلال كلمته في اليوم الأول لأعمال الدورة الحادية عشرة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، أن هذا الالتزام تُرجم عملياً باعتماد الأساس المرجعي والإطار المرجعي لآلية استعراض تنفيذ الاتفاقية، وهو ما شكّل نقطة انطلاق لجهود مستقبلية هدفت إلى تحليل وفهم وتحسين سبل تطبيق الاتفاقية من قبل الدول الأطراف.
وتابع: "منذ ذلك الحين، حققت الاتفاقية نتائج ملموسة وملحوظة، وبات عدد الدول الأطراف اليوم 192 دولة من مختلف أنحاء العالم"، موضحاً أنه بفضل آلية الاستعراض، وبدعم خبراء مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تمكنت الدول من تعزيز قدراتها الوطنية وتعاونها الدولي بشكل كبير.
ونوه بتنفيذ أكثر من 330 زيارة قُطرية في إطار الآلية، ورصد العديد من الفجوات التي جرى التعامل معها، وسد أكثر من 4 آلاف و800 احتياج في مجال المساعدة الفنية.
وشدد على أن مجتمع اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد مدعو اليوم إلى الاستفادة من انعقاد المؤتمر في الدوحة لإعادة حشد الجهود لمواجهة التحديات والتهديدات الملحة، بما يعزز مبادئ النزاهة والشفافية والمساءلة بوصفها ركائز أساسية لتحقيق تطلعات البشرية.
وأوضح براندولينو أنه مع انعقاد الدورة الحادية عشرة للمؤتمر ينصب التركيز على "تشكيل النزاهة في عالم الغد"، من خلال الاعتراف بالتحديات المستجدة المرتبطة بتطور أنماط الفساد والجريمة الاقتصادية، والتغير المتسارع الذي تفرضه التكنولوجيا، والتي يستغلها الفاسدون، لكنها في الوقت ذاته تمثل أداة قوية ينبغي توظيفها في مكافحة الفساد.
وأشار إلى أن مشروع الوثيقة الختامية للمؤتمر يسلط الضوء على الذكاء الاصطناعي باعتباره إحدى الأدوات التي يمكن أن تمكّن المحققين والحكومات من تحقيق تقدم ملموس، شريطة استخدام هذه التقنيات بما يتماشى مع احترام حقوق الإنسان، ويسهم في سد فجوات القدرات والتنظيمات التي يستغلها المجرمون.
ودعا إلى اعتماد نهج منسق ومتكامل بين الجهات المعنية، مشيراً إلى أن شبكة "غلوب إي" التي يدعمها المكتب تمثل نموذجاً ناجحاً، إذ تضم أكثر من 240 هيئة لمكافحة الفساد من أكثر من 130 دولة، وتوفر آلية آمنة ومباشرة وسريعة للتواصل بين السلطات المختصة حول العالم.
وجدد براندولينو دعوته لجميع الدول الأطراف للانضمام إلى هذه الشبكة، مؤكداً في الوقت ذاته أهمية التعاون مع القطاع الخاص للاستفادة من الإمكانات التي توفرها التكنولوجيا الرقمية، لافتاً إلى أن منتدى القطاع الخاص، المنعقد ضمن أعمال المؤتمر، يشكل منصة مهمة لتعزيز هذا التعاون.
كما شدد على ضرورة حماية الأشخاص الذين يتحلون بالشجاعة في كشف الفساد، وعلى رأسهم المبلغون والعاملون في مجال الصحافة الاستقصائية.
وأضاف أن تشكيل النزاهة في عالم الغد يقتضي أيضاً حماية الفئات التي يستغلها المجرمون والفاسدون، والاستثمار في حماية الثقة العامة وتعزيز تدابير الشفافية، والعمل بشكل وثيق مع المحامين والمحاسبين والعاملين في قطاع العقارات ومقدمي الخدمات وغيرهم من الشركاء.
وقال براندولينو في ختام كلمته: في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، يتعين على مجتمع اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد أن يكون مستعداً للتكيف، مسترشداً بالمبادئ الدائمة المتمثلة في النزاهة والشفافية والمساءلة.
برناما-قنا