القاهرة/ 19 ديسمبر/كانون الأول //برناما-شينخوا//-- أعلنت مصر الخميس عن "خطوط حمراء" بشأن الوضع في السودان، مؤكدة حقها الكامل في اتخاذ "كافة التدابير والإجراءات اللازمة" بموجب اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين لضمان عدم المساس بهذه الخطوط.
وذكرت الرئاسة المصرية، في بيان بمناسبة زيارة رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان إلى مصر، أن مصر "تتابع بقلق بالغ استمرار حالة التصعيد والتوتر الشديد الحالية في السودان، وما نجم عن هذه الحالة من مذابح مروعة وانتهاكات سافرة لأبسط قواعد حقوق الإنسان في حق المدنيين السودانيين، خاصة في الفاشر".
وأكدت مصر أن "هناك خطوطاً حمراء لا يمكن السماح بتجاوزها أو التهاون بشأنها باعتبار أن ذلك يمس مباشرة الأمن القومي المصري، الذي يرتبط ارتباطًا مباشرا بالأمن القومي السوداني".
وأضافت "أن الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه وعدم العبث بمقدراته ومقدرات الشعب السوداني هي أحد أهم هذه الخطوط الحمراء، بما في ذلك عدم السماح بانفصال أي جزء من أراضي السودان".
وجددت مصر، في السياق ذاته "رفضها القاطع لإنشاء أية كيانات موازية أو الاعتراف بها باعتبار أن ذلك يمس وحدة السودان وسلامة أراضيه".
على صعيد متصل، بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني اليوم (الخميس) تعزيز العلاقات الثنائية ومستجدات الأوضاع الميدانية في السودان.
وذكرت الرئاسة المصرية، في بيان، أن الرئيس السيسي استقبل اليوم الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، وعقدا جلسة مباحثات موسعة بمشاركة وفدي البلدين، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية، بما يجسد تطلعات الشعبين نحو تحقيق التكامل والتنمية المتبادلة.
وتطرقت المباحثات كذلك إلى مستجدات الأوضاع الميدانية في السودان، حيث أكد الرئيس السيسي "دعم مصر الكامل للشعب السوداني في مساعيه لتجاوز المرحلة الدقيقة الراهنة".
وتم خلال اللقاء استعراض الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لاستعادة السلام والاستقرار في السودان.
وشدد السيسي على ثوابت الموقف المصري الداعم لوحدة السودان وسيادته وأمنه واستقراره، مؤكدا استعداد مصر لبذل كل جهد ممكن في هذا السياق.
من جانبه، أعرب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبدالفتاح البرهان عن تقديره لمساندة مصر المتواصلة للسودان، ولمساعيها لإنهاء الأزمة الراهنة، مؤكدا أن ذلك يعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين.
واتفق الجانبان على أهمية تكثيف المساعي الرامية إلى تقديم الدعم والمساندة للشعب السوداني في ظل الظروف الإنسانية القاسية التي يواجهها جراء النزاع الدائر، مع التشديد على ضرورة وقف الجرائم التي ترتكب بحق الشعب السوداني ومحاسبة المسؤولين عنها.
وفي أواخر يوليو الماضي أعلن تحالف بقيادة قوات الدعم السريع تعيين رئيس لحكومة موازية في السودان، هو محمد حسن التعايشي الذي شغل سابقا عضوية مجلس السيادة الانتقالي، وتشكيل مجلس رئاسي مكون من 15 عضوا برئاسة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.
وشددت القاهرة على أن "الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية ومنع المساس بهذه المؤسسات هو خط أحمر آخر لمصر".
وأكدت على "حقها الكامل في اتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة التي يكفلها القانون الدولي واتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين الشقيقين لضمان عدم المساس بهذه الخطوط الحمراء أو تجاوزها".
وجددت مصر "حرصها الكامل على استمرار العمل في إطار الرباعية الدولية بهدف التوصل إلى هدنة إنسانية تقود إلى وقف لإطلاق النار يتضمن إنشاء ملاذات وممرات إنسانية آمنة لتوفير الأمن والحماية للمدنيين السودانيين، وذلك بالتنسيق الكامل مع مؤسسات الدولة السودانية".
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 حربا ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تسببت في مقتل آلاف المدنيين ونزوح الملايين داخل السودان وخارجه، بينما لا تزال الجهود الإقليمية والدولية تواجه صعوبات في التوصل إلى وقفٍ مستدام لإطلاق النار أو هدنة إنسانية طويلة الأمد.
برناما-شينخوا
