كوالالمبور/ 16 يناير/كانون الثاني//برناما-وكالات//-- أثار الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس تفاؤلاً حذراً وبصيصاً من الأمل، حيث أدرك زعماء العالم والشخصيات العامة أهميته بينما حثوا على اليقظة ومواصلة الجهود من أجل السلام الدائم.
وأعلن رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن، مساء الأربعاء، عن وقف إطلاق النار الذي من المقرر أن يبدأ اعتباراً من الأحد. وتهدف هذه الهدنة إلى إنهاء الصراع المستمر منذ 15 شهراً، بتسهيل من قطر ومصر والولايات المتحدة، مع فترة أولية لوقف إطلاق النار مدتها 42 يوماً.
وذكرت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية أن زعماء العالم أعربوا عن أملهم في أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى سلام دائم، حيث دعا العديد منهم إلى تقديم المساعدات الإنسانية والتركيز على حل الدولتين.
ورحب الرئيس الأمريكي /جو بايدن/ بوقف إطلاق النار، واصفاً المفاوضات بأنها من بين الأصعب التي شهدها على الإطلاق، بحسب رويترز.
وفي بيان صدر من البيت الأبيض، أكد بايدن على الآثار الأوسع للاتفاق، قائلاً: "بالنسبة للشعب الفلسطيني، طريق قوي وموثوق نحو الدولة. وبالنسبة للمنطقة، مستقبل من التطبيع، وتكامل إسرائيل وجميع الدول العربية المجاورة لها، بما في ذلك المملكة العربية السعودية."
في هذه الأثناء، قال الرئيس الأمريكي المنتخب /دونالد ترامب/ في تغريدة على موقعه "تروث سوشيال": "لدينا صفقة بشأن الرهائن في الشرق الأوسط. سيتم إطلاق سراحهم قريبا. شكراً لكم!".
كما رحب كذلك الأمين العام للأمم المتحدة /أنطونيو غوتيريش/ بالاتفاق.
وأردف يقول: "إن الأمم المتحدة مستعدة لدعم تنفيذ هذا الاتفاق وزيادة تقديم المساعدات الإنسانية المستمرة للعديد من الفلسطينيين الذين ما زالوا يعانون.
وقال غوتيريش، بحسب رويترز، "يجب أن يزيل وقف إطلاق النار هذا عقبات أمنية وسياسية كبيرة أمام توصيل المساعدات في جميع أنحاء غزة حتى نتمكن من دعم زيادة كبيرة في الدعم الإنساني المنقذ للحياة على الفور".
وذكرت وكالة الأناضول للأنباء التي تتخذ من أنقرة مقراً لها أن لاعب كرة القدم الدولي الألماني السابق /مسعود أوزيل/ وصف اتفاق وقف إطلاق النار بأنه "شعاع أمل للمنطقة".
وفي تغريدة على حسابه بموقع "إكس"، أعرب أوزيل عن أمله في أن يعود الاتفاق بالنفع على الشعب الفلسطيني ويمهد الطريق للسلام الدائم، مستذكرا الأفراد الذين لقوا حتفهم ويدعو لشفاء الجرحى.
وذكرت قناة العربية الإنجليزية أن العديد من زعماء العالم تفاعلوا مع اتفاق وقف إطلاق النار والفدية، معربين عن أملهم في التوصل إلى حل دائم للصراع.
وذكرت الجزيرة أن الاتفاق يتضمن أيضاً مساعدات إنسانية يحتاجها سكان غزة بشدة بعد أسابيع من الهجمات الإسرائيلية المتواصلة.
وفي حين يرى المجتمع الدولي هذا التطور خطوةً إيجابيةً نحو السلام، فإن الوضع لا يزال هشاً، حيث يشكل التنفيذ الناجح لهذا الاتفاق مفتاحاً لاستمرار الاستقرار في المنطقة.
ولم تتخلف الدول العربية والهيئات الإسلامية عالمياً عن الترحيب باتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي تم إعلانه، مساء الأربعاء.
جاء ذلك في مواقف رسمية صادرة عن السعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن واليمن، فضلا عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، حسبما أوردته وكالة الأناضول.
حيث أعربت الخارجية السعودية عن ترحيبها بالاتفاق، مثمنةً "جهود قطر ومصر والولايات المتحدة" في التوصل إليه.
وشددت على "ضرورة الالتزام بالاتفاق ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية بشكل كامل من القطاع وسائر الأراضي الفلسطينية والعربية وعودة النازحين إلى مناطقهم".
كما أكدت على "أهمية البناء على هذا الاتفاق لمعالجة أساس الصراع من خلال تمكين الشعب الفلسطيني الشقيق من حقوقه، وفي مقدمتها قيام دولته الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وقالت إن المملكة "تأمل أن يكون هذا الاتفاق منهيا بشكل دائم لهذه الحرب الإسرائيلية الوحشية التي راح ضحيتها أكثر من 45 ألف شهيد، وأكثر من 100 ألف جريح".
وفي أبوظبي، أعرب وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد، عن ترحيب بلاده بالاتفاق.
وأثنى على "الجهود التي قامت بها قطر ومصر والولايات المتحدة لتحقيق هذا الاتفاق".
وعبر عن "الأمل في أن يمهد الطريق لإنهاء المعاناة، ويمنع وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح، ويضع حدا للأزمة والأوضاع المأساوية في القطاع"
وشدد وزير الخارجية الإماراتي، على "ضرورة أن يلتزم الطرفان (إسرائيل وحماس) "بما تم التوصل إليه من توافقات والتزامات في سبيل إنهاء معاناة الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين".
وأكد على "ضرورة دعم المجتمع الدولي كافة الجهود الساعية لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، وكذلك وضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".
وفي الدوحة، أعرب أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، عن "أمله في أن يُسهم إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في إنهاء العدوان والتدمير والقتل في القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة".
كما أعرب الأمير تميم عن أمله في "بدء مرحلة جديدة لا يتم فيها تهميش القضية الفلسطينية العادلة، والعمل الجاد على حلها حلا عادلا وفق قرارات الشرعية الدولية".
وأكد على أن "الدور الدبلوماسي لدولة قطر في الوصول لهذا الاتفاق هو واجبنا الإنساني قبل السياسي، ونشكر مصر والولايات المتحدة على جهودهما المقدرة".
بينما أكدت البحرين على أهمية اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى والرهائن والمحتجزين، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، وعودة النازحين إلى ديارهم شمال القطاع، وأشارت وزارة الخارجية إلى أن هذا الاتفاق يعتبر تقدماً حاسماً نحو تخفيف الوضع الإنساني الكارثي، وإنهاء الحرب المدمرة التي استمرت لأكثر من خمسة عشر شهراً.
وشددت وزارة خارجية المملكة على أهمية التزام جميع الأطراف بتنفيذ بنود الاتفاق عبر الوقف الفوري لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وتوفير الحماية للسكان المدنيين، وتلبية احتياجاتهم الضرورية من المساعدات الإغاثية والغذائية والطبية والوقود دون عراقيل أو قيود، وفقًا للقانون الإنساني الدولي.
وعبَّرت الوزارة عن تقدير مملكة البحرين لجهود الوساطة الدبلوماسية الدؤوبة التي بذلتها جمهورية مصر العربية ودولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية، والتي أسهمت في التوصل لهذا الاتفاق.
وفي القاهرة، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، في بيان: "أرحب بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بعد جهود مضنية على مدار أكثر من عام بوساطة مصرية قطرية أمريكية".
وأضاف: "ومع هذا الاتفاق، أؤكد على أهمية الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة لأهل غزة".
وأكد على أهمية ذلك بهدف "مواجهة الوضع الإنساني الكارثي الراهن، وذلك دون أي عراقيل، لحين تحقق السلام المستدام من خلال حل الدولتين، ولكي تنعم المنطقة بالاستقرار والأمن والتنمية في عالم يتسع للجميع".
وشدد على أن "مصر ستظل دائما وفية لعهدها، داعمة للسلام العادل، وشريكاً مخلصاً في تحقيقه، ومدافعة عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".
وفي عمان، ثمن الأردن، عبر بيان لخارجيته، "الجهود التي بذلتها مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل للاتفاق"، مشددا على "ضرورة الالتزام الكامل به".
ونقل البيان عن وزير الخارجية أيمن الصفدي، تأكيده على "ضرورة إطلاق تحرك دولي فوري لإدخال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة لمواجهة الكارثة الإنسانية التي سببها العدوان الإسرائيلي على غزة".
كما أكد الصفدي، على "ضرورة إطلاق جهد حقيقي لإعادة إعمار غزة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني".
ولفت البيان، إلى أن الأردن "بتوجيه ومتابعة من الملك عبدالله الثاني، سيستمر في تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإسناد الشعب الفلسطيني الشقيق في سعيه للحصول على كامل حقوقه المشروعة لتحقيق السلام العادل".
ودعا إلى "ضرورة تكاتف الجهود لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، والبناء عليه لإيجاد آفاق حقيقية للتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة (...) لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل".
وعدّ ذلك "سبيلا وحيدا لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة".
من جانبه، ثمن اليمن، عبر بيان لخارجيته، الجهود التي بذلتها الوساطة المشتركة من قطر ومصر والولايات المتحدة، والتي قادت هذا الاتفاق "الذي من شأنه إنهاء الحرب في غزة وضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني الشقيق".
فيما رحب العراق، باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، داعيا إلى ضرورة الإسراع في إيصال المساعدات الإنسانية للسكان الذين تعرضوا لإبادة جماعية.
وقالت الخارجية العراقية إنها "ترحب بالاتفاق الذي يأتي بعد تضحيات جسيمة ومعاناة كبيرة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وأشادت بدور الوساطة الذي قامت قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية به.
فيما رحب رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، معربا عن أمله في ضمان تنفيذه بسلاسة.
وأكد المنفي، في منشور على منصة "إكس"، أن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية للشعب الليبي.
وشدد على الموقف الرسمي الثابت لليبيا في دعم القضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية.
وعلى صعيد المنظمات، رحب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيان بـ"بوقف العدوان على غزة ويثمن صمود أهلها وتضحياتهم"، داعيا إلى "إعادة إعمار غزة".
ومساء الأربعاء، أعلن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، في مؤتمر صحفي بالدوحة، نجاح الوسطاء في التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى والعودة للهدوء المستدام وصولا لوقف دائم لإطلاق النار بغزة وانسحاب إسرائيلي من قطاع غزة، لافتا إلى أن الاتفاق سيبدأ تنفيذه الأحد المقبل.
ووفق ما أعلنه بن عبد الرحمن، يتكون اتفاق وقف إطلاق النار بغزة من 3 مراحل، تنطلق الأولى منه ومدتها 42 يوما، الأحد المقبل، وتتضمن الإفراج عن 33 محتجزا إسرائيليا مقابل عدد (لم يعلن على الفور) من الأسرى الفلسطينيين.
وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، فيما تقدر وجود 98 أسير إسرائيلي بقطاع غزة، في حين أعلنت "حماس" مقتل عشرات من الأسرى لديها في غارات عشوائية إسرائيلية.
أما المرحلتان الثانية والثالثة من الاتفاق، فيتم الاتفاق على تفاصليها في وقت لاحق.
وستعمل قطر ومصر والولايات المتحدة على ضمان تنفيذ الاتفاق، حيث ستكون هناك آليات لمتابعة تنفيذه وأي خروق قد تحدث.
يأتي التوصل للاتفاق في اليوم 467 من حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع التي بدأت في 7 أكتوبر 2023، وخلفت بدعم أمريكي نحو 157 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية - برناما//س.هـ