غزة/ 8 فبراير/شباط//برناما-الأناضول//-- سلمت كتائب "عز الدين القسام"، الجناح المسلح لحركة "حماس"، السبت، 3 أسرى إسرائيليين من بينهم واحد يرتدي الزي العسكري للجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
جاء ذلك ضمن الدفعة الخامسة من صفقة التبادل في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، حسبما أوردته وكالة الأناضول.
وعلى غير ما جرت عليه صفقات التبادل السابقة، بدأت مراسم تسليم الأسرى الإسرائيليين بعد بيان تلاه أحد عناصر القسام قال فيه، إنه يتم البدء "بتنفيذ مراسم الإفراج عن (3) أسرى إسرائيليين معتلقين لديهم في معركة طوفان الأقصى".
ولأول مرة تصف القسام الأسرى الإسرائيليين لديها بـ"المعتقلين".
وظهر الأسرى الثلاثة بأوضاع مختلفة، حيث ارتدى اثنان منهم وهما كبار في السن زيا موحدا (بني اللون) وضع على قميصه صورة للأسير مكتوب بالعبرية أسفلها "أسير لدى كتائب القسام"، بينما خرج الثالث وهو يرتدي الزي العسكري الإسرائيلي.
كما خرج الأسرى، وفق مراسل الأناضول، وهم نحاف الأجساد بخلاف الأسرى الإسرائيليين السابقين الذين خرجوا بصحة جيدة.
ووفق مراقبين، فإن الأسرى فقدوا الكثير من أوزانهم تأثرا بحالة الجوع التي عانى منها فلسطينيو قطاع غزة جراء الحصار المطبق الذي فرضه الجيش الإسرائيلي خلال أشهر الإبادة ومنع دخول المساعدات الغذائية.
وسبق عملية التسليم، توقيع طاقم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي على محضر تسليم الأسرى جهزته كتائب "القسام".
وأفاد مراسل الأناضول، بأن "الصليب الأحمر" غادر موقع التسليم في دير البلح بعد تسلمه الأسرى الإسرائيليين الثلاثة من "القسام".
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن الأسرى الثلاثة أصبحوا لدى قواته وفي طريقهم إلى إسرائيل بعدما أعلن في وقت سابق عن استلام الصليب للأسرى وبدء إجراءات نقلهم للشاباك وقوات الدفاع داخل قطاع غزة.
وقال الجيش في بيان: "سيتم نقل الرهائن الثلاثة لتلقي العلاج الأولي".
عملية تسليم الأسرى جرت وسط حضور مئات الفلسطينيين وفي ظل انتشار مكثف لعناصر "القسام" وهم يحملون أسلحة متنوعة من بينها رشاشات ثقيلة، وأسلحة من إنتاج وتطوير القسام وهي قناصة "الغول" وقذيفة الياسين 105 والتي كشفت عنهما في أوقات سابقة.
وفي موقع التسليم، رفعت "القسام" على المنصة الرئيسية لافتة كبيرة كتبت عليها باللغات الثلاث العربية والعبرية والإنجليزية عبارة "نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي".
مدير مؤسسة فيميد الفلسطينية للإعلام إبراهيم المدهون، قال للأناضول إن هذه اللافتة تحمل "رسائل سياسية وأمنية محسوبة، تعكس موازين القوى على الأرض، وتقدم إجابة واضحة على سؤال طرحه الاحتلال وحلفاؤه منذ اليوم الأول للعدوان مفاده من سيكون في اليوم التالي في غزة؟".
كما زُينت المنصة بصور العديد من قادة حماس الذي اغتالتهم إسرائيل خلال الحرب من بينهم القائد العام للقسام محمد الضيف ونائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري.
إلى جانب صورة الفقيدين رئيسي المكتب السياسي إسماعيل هنية ويحيى السنوار، وأعضاء المجلس العسكري للقسام مروان عيسى وأيمن نوفل وغازي أبو طماعة ورائد ثابت.
ولم تخل الساحة والمنصة من رموز وكلمات عبرية ذات دلالة كما في كل الدفعات الـ4 السابقة لتبادل الأسرى.
وكان من أبرز اللافتات التي وُضعت بعرض المنصة من جانبها السفلي صورة نتنياهو وهو يضع يده على خده داخل المثلث الأحمر المقلوب الذي ظهر طوال الحرب في فيديوهات حماس خلال استهداف الآليات الإسرائيلية وجواره دبابات ومدرعات إسرائيلية مدمرة فيما تتوسط اللافتة بالعبرية عبارة "النصر المطلق".
وكثيرا ما تعهد نتنياهو وعدد من الوزراء المتطرفين في حكومته بتحقيق "النصر المطلق" على حماس في غزة.
ومع تسليم الدفعة الخامسة، يرتفع عدد الأسرى الإسرائيليين الذين سلمتهم القسام ضمن صفقة التبادل الحالية إلى 16.
وفي وقت سابق، بدأت مصلحة السجون الإسرائيلية، في إطلاق سراح 183 أسيرا فلسطينيا ضمن الدفعة الخامسة للتبادل.
ووفق مؤسسات حقوقية فلسطينية، تعتقل إسرائيل في سجونها أكثر من 10 آلاف فلسطيني، بينهم نحو 600 محكومون بالمؤبد.
وفي المرحلة الأولى من الاتفاق المكون من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، تنص البنود على الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين والعرب يُقدر بين 1700 و2000.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023م و19 يناير 2025م، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
برناما-الأناضول//س.هـ