أخبار

"نحن اليوم التالي".. لافتة لـ"القسام" بموقع تسليم أسرى إسرائيل وسط غزة تلفت الانتباه!

06:53 08/02/2025

- العبارة كتبت على لافتة كبيرة على منصة تسليم الأسرى ضمن الدفعة الخامسة من صفقة التبادل، باللغات الثلاث العربية والعبرية والإنجليزية.
- من ساحة بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة كان من أبرز اللافتات التي وُضعت بعرض المنصة فيها صورة نتنياهو وجواره دبابات ومدرعات إسرائيلية مدمرة فيما تتوسط اللافتة بالعبرية عبارة "النصر المطلق"

غزة/ في 8 فبراير/شباط//برناما-الأناضول//-- رفعت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، السبت، لافتة كبيرة على منصة تسليم الأسرى الإسرائيليين ضمن الدفعة الخامسة من صفقة التبادل، وكتبت عليها "نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي".

هذه العبارة، كتبتها القسام على اللافتة باللغات الثلاث العربية والعبرية والإنجليزية، بينما حملت صورة للعلم الفلسطيني إلى جانب "قبضة يد"، حسبما أوردته وكالة الأناضول.

اختيار القسام لهذه العبارة "نحن اليوم التالي"، جاء بعد أيام من أنباء تداولتها هيئة البث العبرية حول قبول إسرائيل بمغادرة جميع أو بعض قادة "حماس" من قطاع غزة إلى دولة أخرى، في ضوء حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اقتراح لتهجير الفلسطينيين من غزة لمصر والأردن وأماكن أخرى من العالم.

**دلالة اللافتة

وعن دلالة هذه اللافتة، قال مدير مؤسسة فيميد الفلسطينية للإعلام إبراهيم المدهون، إن "كل ما يصدر عن القسام يحمل رسائل سياسية وأمنية محسوبة، تعكس موازين القوى على الأرض".

وأضاف خلال حديثه للأناضول: "عندما تقول القسام: نحن الطوفان.. ونحن اليوم التالي، فهي تقدم إجابة واضحة على سؤال طرحه الاحتلال وحلفاؤه منذ اليوم الأول للعدوان مفاده من سيكون في اليوم التالي في غزة؟".

وأوضح أن رسالة القسام جاءت لتحسم قضية "اليوم التالي"، ولتجيب أنه سيكون لـ "حماس والمقاومة والقسام التي قادت المعركة وبقيت صامدة رغم كل محاولات استئصالها".

وتابع: "هذا الإعلان يؤكد فشل المشروع الإسرائيلي الذي سعى لتغيير الواقع السياسي في غزة، ويكرّس حقيقة أن الاحتلال لم يحقق أهدافه".

وعد أن استحضار مصطلح "الطوفان" مجددا في هذا التوقيت بالتزامن مع تنفيذ عمليات تبادل الأسرى فيه "انعكاس لمعادلة صراع جديدة تثبت فيها المقاومة أنها الأكثر تأثيرا في رسم المشهد السياسي والأمني".

وعلى المستوى الدولي، يأتي هذا الإعلان من القسام "كرد مباشر على دعوات التهجير والتصريحات الأمريكية بما فيها موقف (الرئيس دونالد) ترامب التي سعت إلى إعادة هندسة مستقبل غزة سياسيا وديمغرافيا".

وأشار إلى أن القسام توجه رسالة لهم قائلة أن "رجال الطوفان باقون في أرضهم، ولن يسمحوا بأي مشاريع تتجاوز إرادة شعبهم".

وكانت هيئة البث الإسرائيلية، قد قالت الثلاثاء: "بعد افتتاح المحادثات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، اعترف مسؤولون إسرائيليون كبار بأنهم مستعدون لقبول استمرار بقاء حماس ولكن ليس في قطاع غزة".

وأضافت أنه في ضوء اقتراح الرئيس الأميركي بتهجير الفلسطينيين من غزة إلى الأردن ومصر، فإن أحد المقترحات التي تُناقش بين إسرائيل والإدارة الأمريكية يتعلق بالنموذج التونسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، "وبمعنى آخر، طرد بعض أو كل كبار مسؤولي حماس من قطاع غزة"، وفق الهيئة.

وتابعت الهيئة العبرية: "في نظر القيادة الإسرائيلية قد يشكل هذا حلا لوقف القتال في إطار المفاوضات حول المرحلة الثانية من الاتفاق، دون إنكار قدرة حماس على الحكم في قطاع غزة".

ولم توضح الهيئة إذا ما كان قد تم تقديم هذا العرض إلى "حماس" عبر الوسطاء، كما لم تحدد الدولة التي يمكن لقادة حماس أن يتوجهوا إليها، فيما لم يرد تعقيب فوري من حماس آنذاك.

ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني المنصرم يروج ترامب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية. ​

**استعدادات تسليم الأسرى

وفي مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، شهد موقع تسليم الأسرى انتشارا مكثفا غير مسبوقا لعناصر كتائب القسام منذ اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023م، ضمن ترتيبات تسليم الدفعة الخامسة من الأسرى.

ونشرت كتائب القسام عدد من عناصرها ملثمين ومسلحين ببنادق رشاشة، في ساحة بمدينة دير البلح وسط القطاع أمام منصة سيتم إطلاق الأسرى الإسرائيليين من عليها.

كذلك انتشرت في محيط المنصة شاحنات بيضاء صغيرة وعلى متنها مسلحون من القسام لتأمين عملية تسليم الأسرى الإسرائيليين، في عملية بدت منظمة للغاية.

وزُينت المنصة بصور العديد من قادة الحركة الذي اغتالتهم إسرائيل خلال الحرب من بينهم القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري.

إلى جانب صورة الفقيدين رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية ورئيس الحركة بقطاع غزة يحيى السنوار، وأعضاء المجلس العسكري لكتائب القسام مروان عيسى وأيمن نوفل وغازي أبو طماعة ورائد ثابت.

ولم تخل الساحة والمنصة من رموز وكلمات عبرية ذات دلالة كما في كل الدفعات الـ4 السابقة لتبادل الأسرى.

وكان من أبرز اللافتات التي وُضعت بعرض المنصة من جانبها السفلي صورة نتنياهو وهو يضع يده على خده داخل المثلث الأحمر المقلوب الذي ظهر طوال الحرب في فيديوهات حماس خلال استهداف الآليات الإسرائيلية وجواره دبابات ومدرعات إسرائيلية مدمرة فيما تتوسط اللافتة بالعبرية عبارة "النصر المطلق".

وكثيرا ما تعهد نتنياهو وعدد من الوزراء المتطرفين في حكومته بتحقيق "النصر المطلق" على حماس في غزة.

فيما يواصل فلسطينيون توافدهم لموقع التسليم لحضور مراسم تسليم الأسرى للجنة الدولية للصليب الأحمر.

وبالعادة، تشهد عمليات التسليم حضورا شعبيا واسعا ما يعتبره مراقبون دعما لـ"المقاومة الفلسطينية" في غزة.

ومن المقرر أن تسلم "القسام" في وقت لاحق السبت 3 أسرى إسرائيليين للجنة الدولية للصليب الأحمر، لتسلمهم بدورها إلى إسرائيل.

وعند إتمام تسليم الدفعة الخامسة، تكون "القسام" سلمت 16 أسيرا إسرائيليا ضمن صفقة التبادل الحالية، التي تشمل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل الإفراج عن محتجزين إسرائيليين.

ومقابل ذلك، من المقرر أن تفرج إسرائيل عن 183 أسيرا فلسطينيا من داخل سجونها، بينهم 18 محكوما بالمؤبد.

ووفق مؤسسات حقوقية فلسطينية، تعتقل إسرائيل في سجونها أكثر من 10 آلاف فلسطيني، بينهم نحو 600 محكومون بالمؤبد.

وفي المرحلة الأولى من الاتفاق المكون من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، تنص البنود على الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين والعرب يُقدر بين 1700 و2000.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023م و19 يناير 2025م، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

برناما-الأناضول//س.هـ