بوتراجايا /18 أغسطس /آب //برناما// -- حذر رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم اليوم، الاثنين أجهزة الحكومة الماليزية وموظفيها من مخاطر ظاهرة "مفارقة إنتاجية الذكاء الاصطناعي" في سياق تنفيذ برامج التحول الرقمي الوطني.
وقال أنور، إن هذه المفارقة تشير إلى حالة يتم فيها ضخ استثمارات ضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، دون أن تؤدي بالضرورة إلى زيادة في الإنتاجية.
وأوضح: "آمل أن تولي وزارة الاعلام الرقمية، ووزارة الاتصالات، ورؤساء الإدارات (في ماليزيا) اهتمامًا خاصًا بهذه الظاهرة، فلا نريد أن نقع في ما يُعرف بـ 'مرحلة خيبة الأمل'، حيث تُبنى توقعات عالية في البداية، ثم لا تتحقق، مما يؤدي إلى الإحباط والشك وانخفاض الثقة في هذه التكنولوجيا، قبل أن تصل إلى مرحلة النضج الحقيقي".
وأكد أنور الذي يشغل أيضًا منصب وزير المالية الماليزي، أن هناك حاجة ملحة لوزارتي المنظومة الرقمية والاتصالات للنظر في قضايا حوكمة البيانات، وتحديات التكامل والتكنولوجيا المرتبطة بتقييم نتائج استخدام الذكاء الاصطناعي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال التجمع الشهري مع موظفي إدارة رئيس الوزراء هنا، اليوم، الذي حضره أيضًا النائب الثاني لرئيس الوزراء ووزير تحول الطاقة والمياه فضيلة يوسف، والوزيرة برئاسة مجلس الوزراء الماليزي (القانون والإصلاح المؤسسي) /أزالينا عثمان سعيد/.
كما حضر الاجتماع الأمين العام للحكومة شمسُ العَذري أبو بكر، والمدير العام لإدارة الخدمة العامة بماليزيا /وان أحمد دهلان عبد العزيز/.
واستشهد أنور بدراسات من جامعة الأمم المتحدة في طوكيو، وشركة استشارات إدارية أمريكية /ماكنزي/، وتجربة بنك جي بي مورغان، تشير إلى أن نسبة الفائدة الحقيقية على الإنتاجية أو دخل الموظفين من استخدام الذكاء الاصطناعي لا تتجاوز بين 3 بالمئة إلى 7 بالمئة.
وأردف: "هذا الأمر مقلق، لأن الغرض من إطلاق برامج التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي هو تحقيق زيادة في العائد والإنتاجية، ولكن المفارقة تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يضمن بالضرورة ذلك".
ودعا أنور الأمين العام للحكومة إلى التشاور مع رؤساء الإدارات خلال أسبوعين أو شهر لتقديم ردود أولية حول كيفية معالجة هذه الإشكالية.
وأضاف: "لا نريد تكرار الأخطاء التي وقعت فيها الشركات الكبرى: إنفاق مليارات لضمان الإنتاجية والشفافية وتقليل البيروقراطية ووقف ممارسات الفساد والعمولات إذ يمكن للذكاء الاصطناعي مراقبة ذلك، لكن إذا لم تكن هناك نتائج ملموسة، فلا فائدة".
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية- برناما//م.م س.هـ