أخبار

مترجم ماليزي روسي: مهمة صعبة للتأكد من إنجاح مفاوضات بشأن رحلة إم إتش17

16/07/2024 08:00 PM

كوالالمبور/ 16 يوليو/تموز//برناما//-- كان لا يزال في شهر العسل، بل وكانت زوجته حاملاً في شهرها السادس، غير أن ذلك لم يمنع الدكتور محمد أكمل صالح من قبول العرض الذي وُجه إليه ليكون مترجماً لفريق التحقيق الماليزي الذي يحقق في تحطم الخطوط الجوية /إم إتش17/ (MH17) في أوكرانيا قبل 10 سنوات.

فقد سمحت الطلاقة في اللغة الروسية لسياسي ماليزي، والذي كان أيضًا طبيب أطفال يعمل للتو في مستشفى /أمبانج/ بالعاصمة ذلك الوقت، بأن يصبح أصغر شخص ينضم إلى مهمة فريق التحقيق في قضية تحطم الرحلة MH17 وهو في سن 26 عاماً.

"ما زلت أتذكر عندما اتصل بيّ وزير الاتصالات والوسائط المتعددة آنذاك أحمد صبري تشيك، وطلب مني مساعدته في أن أصبح مترجماً لأنني درست في موسكو لمدة ست سنوات، لذلك لم تكن هناك مشكلة بالنسبة لي في التواصل بتلك اللغة"، على حد تعبيره.

وقال عندما اتصلت برناما: "كان ينبغي أن أمضي الوقت للصيام والاحتفال بأول أيام عيد الفطر المبارك مع زوجتي، لكنني تركت الكل لأجل خدمة الوطن ولم أشعر بالندم أبدًا حتى اليوم".

رغم تردده في ترك زوجته الحبيبة الدكتورة فاطن نادرة إدريس، إلا أنه - خريج جامعة الطب الحكومية الروسية في موسكو - قال "إن الواجب والمسؤولية تفوق كل شيء"، رغم أنه اضطر إلى "الغياب" لفترة غير معروفة (في ذلك الوقت) للمشاركة في المهمة.

وأضاف الدكتور محمد أكمل أنه يدرك أن وظيفته مترجماً مهمة للغاية وأي خطأ في ترجمة الرسالة التي يريد نقلها يمكن أن يجعل المفاوضات أو التواصل لا يسير بسلاسة.

"بغض النظر عن مدى جودة الفرد، إذا لم يتمكن من التواصل بشكل جيد مع السلطات أو السكان المحليين، فإن ذلك سيجعل الأمور صعبة. إنها ميزة أن أعرف كيف أتحدث الروسية وأعرف ثقافتهم وهذا يسهل عليهم التعاون"، بحسب الدكتور محمد أكمل.

وفي معرض شرحه لواجباته، أفاد بأنه بالإضافة إلى مساعدة الإعلاميين في جانب الترجمة، فقد ساعد أيضًا مصلحة الشؤون الإسلامية الماليزية (جاكيم) على التواصل مع إدارة المساجد في جميع أنحاء أوكرانيا، فيما يتعلق بترتيبات الجنازة.

"في ذلك الوقت لم يكن هناك اقتراح بنقل جميع جثث الضحايا إلى هولندا، وكانت الفكرة الأصلية هي أننا أردنا الانتهاء من الأمر في أوكرانيا وإعادتها إلى ماليزيا"، أضاف الدكتور محمد أكمل الذي كلّف آنذاك أيضًا بمساعدة الأطباء الماليزيين في رعاية صحة فريق التحقيق.

وأوضح الدكتور محمد أكمل أن الأمر كان الأكثر تحدياً، عندما لم يتمكنوا من تحديد المحطة النهائية للقطار المغادر من دونيتسك، والذي حمل جثث ضحايا الطائرة المعنية، حتى شعر بالاكتئاب والقلق، خوفاً من تعرقل الجهود لإعادة جثث الضحايا أو لم يكن ناجحاً.

"الجثث من موقع التحطم في دونيتسك، هذه منطقة حرب، لذلك قاموا بلف هذه الجثث بالبلاستيك ووضعوها في عربة قطار من دونيتسك إلى خاركيف وهي منطقة حدودية حربية.

"لقد أرسلوا الجثث بالقطار، لكنهم لم يذكروا أين توقف القطار. لذا فإن مهمتنا هي تحديد محطة القطار، سألنا الشرطة فأجابوا -لا يوجد محطة قطار-، ثم سألنا الآخرين فقالوا نفس الشيء -لا يوجد محطة قطار-، هذا هو التحدي الأكبر"، على حد أقواله.

وتابع يقول: "إلى أن عثرنا على مكان القطار بالضبط، تم نقله إلى مستودع في خاركيف، كان بعيدًا قليلاً عن المدينة. وفي هذا المستودع تمت إدارة الجثث. أخذ (المسؤول) الجثث وفحصها للتأكد من عدم وجود متفجرات، ثم نقلتها بالطائرة إلى هولندا".

وعلى الرغم من مرور عقد من الزمن، إلا أنه عندما سئل عن الأشياء التي لا يمكن أن ينساها طوال المهمة، اكتفى الدكتور محمد أكمل بالتنهد.

وقال "حالة الجثث، هذا ما لا أستطيع وصفها. كنت أتمكن من رؤية الجثث، ففتحت اللفاف بنفسي. هذا ما لا أستطيع أن أنساه حتى اليوم".

تحطمت الرحلة MH17 التابعة للخطوط الجوية الماليزية (MAS) المتجهة من أمستردام إلى كوالالمبور في دونيتسك بشرق أوكرانيا بالقرب من الحدود الروسية في 17 يوليو/تموز 2014، بعد أن أسقطها صاروخ أثناء طيرانها في منطقة نزاع، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 289 راكباً.

وكان الضحايا ركاباً من 17 دولة، من بينهم 198 مواطناً هولندياً و43 ماليزياً و38 أسترالياً و10 آخرين من المملكة المتحدة.

 

وكالة الأنباء الوطنية الماليزية – برناما//س.هـ