كوالالمبور/ 25 ديسمبر/كانون الأول//برناما//-- لقد مر عام منذ أن شنت إسرائيل هجومها العسكري الوحشي على غزة، لكن القتل والدمار استمرا. وعلى الرغم من الجهود الدؤوبة التي بذلها المجتمع الدولي، ظل وقف إطلاق النار الدائم بعيد المنال.
ومع ذلك، وفي خضم هذا الصراع المدمر، ظلت ماليزيا ملتزمة بحزم بإنهاء ذلك العنف.
لطالما كانت ماليزيا مناصرة صريحة لحقوق الفلسطينيين، وكان التصعيد المأساوي للعدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023م بمثابة نقطة تحول مهمة في الاستجابة الدبلوماسية والإنسانية للبلاد.
لقد تطلب الموقف أكثر من مجرد كلمات - فالحكومة الماليزية تتخذ إجراءات حاسمة، وتصر على وقف المعاناة من خلال مختلف المنصات العالمية، وتحشد الدعم لفلسطين بالإضافة إلى تقديم مساعدات مختلفة للمتضررين.
طوال عام 2024م، لقد أصبح التزام ماليزيا تجاه فلسطين أقوى. من الأمم المتحدة إلى منظمة التعاون الإسلامي، ومن جامعة الدول العربية إلى حركة عدم الانحياز، استفادت ماليزيا بقيادة رئيس الوزراء أنور إبراهيم من كل السبل الممكنة للدعوة إلى إنهاء إراقة الدماء.
وفي 17 يناير/كانون الثاني، وقع رئيس الوزراء وأعضاء مجلس الوزراء على بطاقة بريدية خاصة إلى الأمين العام للأمم المتحدة /أنطونيو غوتيريش/ داعين فيها المنظمة العالمية إلى الاعتراف بفلسطين دولةً وإنهاء الفظائع الإسرائيلية.
وبعد بضعة أيام، في 23 يناير، أكد وزير الخارجية محمد حسن موقف ماليزيا خلال المناقشة المفتوحة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الوضع في الشرق الأوسط وتطرق إلى ضرورة قيام إسرائيل بإنهاء انتهاكاتها للقانون الدولي.
ثم في 23 فبراير/شباط، خلال جلسة استماع علنية في محكمة العدل الدولية في لاهاي، ندد محمد بالانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، ودعا إلى المساءلة وطالب بوقف هذه الإجراءات على الفور. ولم يكن لهذه الرسالة تأثير في الأوساط الدبلوماسية فحسب، بل لمست أيضًا قلوب الذين تابعوا تطور الصراع.
وفي الأول من مايو/أيار، قال أنور إن ماليزيا ستستفيد من العلاقات الجيدة مع جميع الدول للمساعدة بشكل جماعي في وقف قمع النظام الإسرائيلي للشعب في غزة.
وخلال المناقشة التي جرت يوم 26 سبتمبر/أيلول، دعت ماليزيا إلى الحد من حق النقض في مجلس الأمن الدولي، مؤكدة أن الاستخدام غير المقيد لحق النقض أعاق جهود السلام، وخاصة في حالة فلسطين.
في المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 سبتمبر، حثت ماليزيا على إعادة تشكيل لجنة الأمم المتحدة الخاصة لمناهضة الفصل العنصري وأكدت على الحاجة إلى جهود عالمية متجددة لمكافحة الظلم.
في 4 نوفمبر/تشرين الثاني، قال أنور إن ماليزيا أعدت مشروع قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة واقترح - من بين أمور أخرى - إزالة إسرائيل من عضوية المنظمة في حالة وجود انتهاك للقوانين والقواعد والقرارات في القضايا التي تتعلق بفلسطين.
على مدار العام، أكد أنور على دعم ماليزيا الثابت لفلسطين خلال اجتماعات مع زعماء العالم.
وكان من بين الزعماء الذين التقى بهم رئيس الوزراء الأسترالي /أنتوني ألبانيز/، ورئيس الوزراء الصيني /لي تشيانغ/، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والمستشار الألماني /أولاف شولتز/، ورئيس الوزراء الياباني السابق /فوميو كيشيدا/، ورئيس الوزراء الأردني بشر هاني الخصاونة، ورئيس الوزراء الباكستاني /شهباز شريف/، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثاني، والرئيس التركي /رجب طيب أردوغان/، ووزير الخارجية الأمريكي /أنتوني بلينكن/.
كما التقى أنور بالراحل إسماعيل هنية، الزعيم السياسي السابق لحركة حماس، في قطر في 14 مايو/أيار، حيث أكد التزام ماليزيا بلعب دور نشط على المستوى الدولي في وقف الفظائع التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين.
وأدان بأقوى العبارات الممكنة اغتيال هنية على يد إسرائيل في طهران في 31 يوليو/تموز، مؤكداً أنها جريمة قتل من أبشع الأنواع.
كما نعى رئيس الوزراء فقدان يحيى السنوار، الذي خلف هنية رئيساً للمكتب السياسي لحماس، مشيراً إلى أنه قُتل بوحشية على يد النظام الصهيوني الوحشي في 16 أكتوبر.
ولكن لم تكن الدبلوماسية فقط هي التي حددت نهج ماليزيا. فقد أظهرت الأمة أيضًا تضامنًا لا يتزعزع مع الشعب الفلسطيني من خلال المساعدات الإنسانية.
في 16 أغسطس/آب، أحضرت ماليزيا 41 فلسطينيًا مصابًا إلى أراضيها لتلقي العلاج الطبي، مما يوفر شريان حياة للذين وقعوا في العنف. تم نقل المرضى و86 من أقاربهم على متن طائرتين من طراز إيرباص A-400M تابعتين لسلاح الجو الملكي الماليزي.
تم تسليم أكثر من 5000 طن من المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، وتم إرسال تبرعات ومساعدات بلغت قيمتها 45 مليون رنجيت ماليزي إلى غزة من خلال صندوق أمانة الشعب الفلسطيني (AAKRP).
كما أقيمت تجمعات ومظاهرات سلمية تضامنية من قبل منظمات مختلفة، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية والحكومات الفيدرالية والولائية، في جميع أنحاء البلاد للتعبير عن دعم الماليزيين الحازم لفلسطين.
وقد أقيمت أكبر وقفة تضامنية نظمتها حكومة "مدني" (الحكومة الحالية) في الرابع من أغسطس/آب، حيث تجمع أكثر من 15 ألف ماليزي من مختلف الخلفيات والأديان والأعراق في ملعب /أرينا أكسياتا/ في /بوكيت جليل/ للدفاع عن تحرير فلسطين.
وتهدف الوقفة التي أطلق عليها "Himpunan Pembebasan Palestine" (وقفة تحرير فلسطين)، والتي حضرها رئيس الوزراء ووزراء الحكومة وممثلون أجانب، إلى إرسال رسالة قوية إلى العالم مفادها أن ماليزيا تدين مقتل هنية ووحشية النظام الصهيوني.
كما أطلق الماليزيون حملة مقاطعة المنتجات والشركات التي لها علاقات بإسرائيل رمزاً للتضامن مع فلسطين، بما يتماشى مع الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها.
وبينما تواصل ماليزيا جهودها الدبلوماسية والإنسانية القوية، فإن موقفها الثابت يرسل رسالة واضحة إلى العالم: العدالة والحرية للشعب الفلسطيني تظلان في صميم أجندة سياستها الخارجية.
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية – برناما//س.هـ