بانكوك/ 9 أغسطس/آب//برناما//-- تلعب رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) الآن دورًا أكثر استباقية في حل النزاعات الإقليمية، حيث تقود ماليزيا هذا الجهد تحت رئاستها هذا العام.
أكد الدكتور /ساماتشا نيلافاتاما/، مدير مركز دراسات اتصالات السلام والتنمية في جامعة أمير /سونغكلا/، فرع فطاني، أن آسيان تُظهر دورًا متزايدًا في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي وتعزيزه، كما يتضح من تدخلها في النزاع الحدودي الأخير بين تايلاند وكمبوديا.
وقال في مقابلة مع برناما: "تنتقل آسيان من مجرد "مراقبة" إلى المساعدة الفعالة في حل النزاعات الإقليمية".
وأضاف أن الكتلة الإقليمية، ولا سيما رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، بصفته الرئيس الحالي لآسيان، أظهرت قيادة فاعلة من خلال التوسط لوقف إطلاق النار بين الطرفين المتحاربين، واقتراح تشكيل فريق مراقبين من آسيان لمراقبة جهود وقف إطلاق النار.
وقال: "هذا يُظهر قدرة رابطة دول جنوب شرق آسيا المتنامية على لعب دور أكبر في الحفاظ على السلام والاستقرار في جنوب شرق آسيا".
ووصف الاجتماع الاستثنائي الأخير للجنة الحدود العامة (GBC) الذي عُقد في كوالالمبور بأنه خطوة مهمة في إنشاء قناة اتصال بين القوات المسلحة التايلاندية والكمبودية خلال الأزمة.
وأكد أن كلا الجانبين اختارا نهج الدبلوماسية والتفاوض بدلاً من العنف، ورحب بالاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة للتحقيق في الحوادث على طول الحدود.
"إن وجود القادة العسكريين من كلا البلدين على طاولة المفاوضات دليل على النضج السياسي والالتزام بالسلام"، كما قال.
وأضاف: "بالإضافة إلى ذلك، يُمثل اقتراح إرسال مراقبين من آسيان إلى الحدود تطورًا جديدًا يتحدى مبدأ عدم التدخل الراسخ للرابطة، ويُظهر استعداد البلدين للعمل معًا من أجل الاستقرار الإقليمي".
واتفق البلدان على تطبيق وقف إطلاق النار، منهيًا خمسة أيام من القتال المسلح على طول الحدود المتنازع عليها، عقب اجتماع خاص عُقد في بوتراجايا في 28 يوليو/تموز.
وعقب ذلك، انتهى الاجتماع التاريخي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذي كان النتيجة الرئيسية للاجتماع الخاص، بشكل إيجابي في كوالالمبور يوم الخميس، حيث وافقت الحكومتان على عدة شروط لوقف إطلاق النار لتجنب تجدد التوترات.
وفي هذا الصدد، أفاد الأستاذ المشارك /بانيتان واتاناياغورن/، أستاذ العلوم السياسية في جامعة /شولالونغكورن/، بأنه يجب الإشادة بآسيان - وماليزيا بصفتها رئيسة - لنجاحها في قيادة جهود السلام التي تقودها الرابطة.
وقال: "أعتقد أن هذا إشارة واضحة جدًا إلى أن آسيان تريد السلام. الدول الأعضاء تريد السلام. هذا واضح".
ووصف بانيتان الاجتماع الاستثنائي لمجلس التعاون الخليجي بأنه خطوة إيجابية نحو تحقيق سلام دائم لكلا البلدين.
وتابع يقول: "يمكن تحقيق سلام طويل الأمد بعد هذه البداية الجيدة. إنها خطوة إيجابية نحو ذلك".
كما أعرب عن أمله في أن يكون هناك تواصل أكثر انفتاحًا بين كبار القادة العسكريين والسياسيين في كلا البلدين.
وقال: "يحتاج قادة تايلاند وكمبوديا على وجه الخصوص إلى أن يكونوا أكثر وضوحًا في تفاعلاتهم، حيث ستكون خطوة لبناء الثقة بين شعبي البلدين، مما يُظهر أن الوضع قد عاد إلى طبيعته على أعلى المستويات".
لطالما تورطت كمبوديا وتايلاند في نزاع إقليمي يتعلق بمناطق حدودية غير محددة المعالم، ناشئ عن خريطة رسمها المستعمرون الفرنسيون عام 1907م.
وعلى الرغم من التوترات بشأن المطالبات الإقليمية، حافظت الدولتان المتجاورتان، العضوتان في آسيان، على علاقات جيدة بشكل عام.
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية - برناما//س.هـ